إعادة الحياة النابضة لمدارس بيروت: ضربة فرشاة تلو الأخرى
٠٤ أبريل ٢٠٢٢
حان وقت الرسم في صيف 2021 الجميل في مدرسة خالد بن الوليد ومدرسة القديس جورج الآشورية في بيروت.
يسحب الأطفال فرشهم ويستعدون لإضافة لون إلى جدار أبيض كبير في الملعب. تغطي الألوان وجرار الطلاء وأقلام الرصاص والرسومات الأرض. تضج أصوات الأطفال بفرح؛ وتحاول ماري جو أيوب، الفنانة/الرسامة الشابة، توجيه طاقة المجموعة الفائضة لإكمال اللوحة الجدارية التي بدأت تتبلور.
يمثل هذا النشاط الانتهاء من أعمال إعادة التأهيل التي قامت بها اليونسكو وموئل الأمم المتحدة (UN-Habitat) في المدرستين بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس 2020، بدعم من "التعليم لا يمكن أن ينتظر"، مما ساعد على إعادة بناء 40 مدرسة متضررة في إطار مبادرة اليونسكو الرائدة "لبيروت".
"تساعد هذه اللوحة الجدارية الأطفال على الشعور بأن لديهم دوراً يلعبونه في تجميل مدرستهم بعد انفجار المرفأ"، تشرح ماري جو أيوب.
"هذا يسمح لهم بترك بصماتهم في مدرستهم. الآن، باتوا جزءاً منها. اليوم، نحن بحاجة إلى جيل جديد ونشط لأخذ زمام المبادرة. والفن أمر بالغ الأهمية لمساعدة الأطفال على التعبير عن أنفسهم. وهو يرفع مستوى تركيزهم وصبرهم وصفائهم، خاصة وسط جائحة كورونا. يريد الأطفال الاجتماع معاً للعمل والتفاعل مع بعضهم البعض".
بهدف تنفيذ هذا المشروع، نظّمت ماري جو أيوب جلسات عصف ذهني مع الطلاب لتعليمهم عن الجداريات. تقول ماري جو: "من المهم بالنسبة لهم أن يعرفوا أن هناك وظائف تحتاج إلى فنانين ورسامين. بدأنا باستعراض تاريخ الجداريات، من الكهوف إلى فن الغرافيتي على الجدران الأميركية. الأهم من ذلك، أننا تحدثنا عن حافزنا للرسم. غالباً ما تحمل الجداريات رسالة، واخترت رسالة تركز على التعليم من أجل الصحة والرفاه."
"قام الأطفال – من مختلف الأعمار – بترجمة الموضوع بطريقتهم الخاصة، وأنتجوا الرسومات التي تلهمهم، ثم نقلوها على الجدار الكبير، الذي يحمل الآن كلمات كبيرة مثل "السلام" و"الحرية".
يقول هاني، وهو أحد الأطفال، في حين يزيّن الجدار في مدرسته: "أنا أرسم الطعام. فالغذاء يساعد أجسامنا على النمو. كما أنني رسمت أشياء سيئة مثل السجائر والحلوى، بداعي المقارنة".
إلى جانبه، تضيف سالي اللمسات الأخيرة على أجنحة فراشة كبيرة. وتقول: "إنها ترمز إلى الحرية، وفيها الكثير من الألوان. تماماً مثل مدرستي! بعد سنوات من الآن، سأكون سعيدة بالعودة إلى مدرستي ورؤية رسومي، علامتي الخاصة، محفورة على الحائط..." تضيف فرحةً.
"لبيروت" هي مبادرة رائدة أطلقتها المديرة العامة لليونسكو أودري أزولي من بيروت في أعقاب الانفجار، في 27 آب/أغسطس 2020، لدعم إعادة تأهيل المدارس، والمباني التراثية التاريخية، والمتاحف، وصالات العرض والصناعة الإبداعية، التي عانت كلّها من أضرار جسيمة من جراء الانفجار القاتل.