مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت ومهرجان كابريوليه للأفلام: تعاون يجمع ما بين الفن والتنمية المستدامة
تعاونٌ يعزّز أولويات الأمم المتحدة ومبادئها وجهودها المتضافرة في سبيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
انطلقت يوم الجمعة في 2 حزيران/يونيو النسخة الـ15 من مهرجان كابريوليه للأفلام القصيرة على درج مار نقولا في منطقة الجميزة ببيروت وتمحورت حول "home" (البيت - بمعانيه الوجودية المختلفة) واستمرت لثلاثة أيام على التوالي. وقد جمعت هذه الفعالية التي أقيمت بالتعاون مع مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت من بين آخرين، فنانين لبنانيين وأجانب وأشركت الشباب وكانت بمثابة منصة للسرد القصصي والابتكار من خلال الأفلام القصيرة.
في قلب مدينة بيروت وعند المغيب، تجمّع أشخاص متفاوتة أعمارهم من كل حدب وصوب لمشاهدة حوالي 47 فيلمًا قصيرًا مختارًا من بين 3066 طلبًا مقدمًا. وكانت طاقة الشباب النابضة بالحياة تملأ المكان ولافتات المهرجان منتشرة على طول الدرج.
وقد أشاد براهيم سماحة، مؤسس مهرجان كابريوليه للأفلام، بالتعاون مع مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت بوصفه فرصة لتعزيز المهرجان على المستوى الدولي قائلًا:"أصبحنا الآن تحت مظلة دولية ونعمل من أجل التعاون عام بعد عام".
ومن جهتها، تعتقد سينتيا درّوس خوري القائمة بأعمال مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت أن "هذا التعاون يعزز أولويات الأمم المتحدة ومبادئها وجهودها من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز دور الشباب كروادٍ للتغيير في لبنان".
شغفٌ مشتركٌ يجمع أشخاص من جميع الأعمار
إبداع بلا حدود وثقافات وأنماط متنوعة وتصورات جديدة انعكست على سبع شاشات على طول الدرج بمشاركة العديد من الفنانين والمخرجين اللبنانيين والأجانب الذين عبّروا عن فرح كبير تجاه هذا النوع من الدعم.
قالت الممثلة اللبنانية بياريت قطريب: "نرى أفلامًا قصيرة لفنانين لبنانيين وأجانب وهذا مهم جدًا لأنه يعرّفنا على أنماط جديدة وفنانين جدد وعلى الجيل الصاعد.
أما الممثل اللبناني جوزيف عازوري فيعتبر أن :" الشباب في لبنان، خاصة في هذه الأوقات، يحاولون جاهدين للتعبير عما يحبونه. وهذا جزء من مهرجان كابريوليه للأفلام باعتباره منصة ترحّب بكل مبادراتهم حتى ولو كانت مصوّرة باستخدام هواتفهم المحمولة".
عبر عدسات صانعي الأفلام الشباب
عُرضت أفلام تحمل تصورات جديدة وفي طياتها معنى "البيت - Home" من وجهة نظر صانعي الأفلام. من بينها، كان فيلم رسوم متحركة بعنوان "بلمح البصر" لريبيكا سمراني، وهي فتاة تعاني من ضعف في البصر وقد رسمته بنفسها. وصوّرت ريبيكا من خلال هذا الفيلم، الأول لها، التحدي الشخصي الذي تعيشه كونها تفقد بصرها تدريجيًا مع تقدم العمر.
وفيلم آخر من إخراج باتريك إلياس بعنوان "Breakup in 3d"، يعرض انفصالًا من ثلاثة جوانب مختلفة. فبينما كان باتريك ذاهبًا في إجازة لزيارة ثلاثة من صديقاته ممن مررن بمرحلة انفصال وتعيش كل واحدة منهن في دولة أوروبية معينة، قرر نقل هذا الانفصال الثلاثي الأبعاد والأسباب الكامنة وراءه بعدسة كاميرا هاتفه الخاص.
أما ريتا أليكسانيان، المخرجة اللبنانية-الأرمنية لفيلم "faceless"، فتذكر أن هذا الفيلم هو أول مشروع لها يتم قبوله في مهرجان. ويتمحور حول أزمة الهوية وتعريف "البيت - Home" الذي يُعتبر متقلبًا بالنسبة لها كلبنانية-أرمنية.
ويضيف سماحة: "عندما يشارك الشباب، تلاحظ هذه الطاقة الخاصة والشغف الكبير وهم يُنتجون أفلامًا قصيرة".
وقد خصّص منظمو الفعالية جزءًا من البرنامج لعروض الرقص التي أضافت نبضًا من الحياة إلى التجمع.
تآزر بين الفن والتنمية
نُظّم برنامج المهرجان ليكون بمثابة منصة ديناميكية لصانعي الأفلام الشباب لعرض مهاراتهم والتعبير عن إبداعاتهم. وتثبت مشاركتهم الفعالة قوة الإبداع والابتكار في تعزيز التنمية المستدامة.