إليكم قصة تركز على الإنسان وتقدم مثالاً على كيفية دعم الأمم المتحدة للأشخاص ذوي الإعاقة للوصول إلى إمكاناتهم الكاملة.
الهيئة اللبنانية لمناهضة العنف ضد المرأة هي منظمة غير حكومية تعمل بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان من أجل مكافحة العنف الجنساني.
وآية امرأة لبنانية تبلغ من العمر 18 عاماً وتعاني شللاً نصفياً، وهي حالة تنجم إما عن تلف الدماغ أو إصابة في الحبل النخاعي. وآية مصمِّمة على إثبات أن لا شيء مستحيل إذا ما تحلّى المرء بالتفاني والمرونة. وقد صادفت، وهي من ذوي الإعاقة، عوائق كبيرة حالت بينها وبين إيجاد فرص عمل. فبالرغم من مؤهلاتها وعزمها، غالباً ما تجاهل أصحاب العمل إمكاناتها بسبب المفاهيم الخاطئة عن قدراتها. وكانت أيضاً معرَّضة بشدة لخطر الاستغلال والعنف الجنساني.
وحضرت آية إحدى جلسات التوعية بشأن العنف الجنساني التي نظَّمتها الهيئة اللبنانية لمناهضة العنف ضد المرأة في مركز الرحمة لذوي الاحتياجات الخاصة، والتحقت بفصل لاكتساب مهارات أتاحته الهيئة.
وحضرت كذلك مشروعاً يموله صندوق الأمم المتحدة للسكان في مركز الرحمة حيث اكتشفت شغفها بصنع الصابون. ونظراً لوضعها، تعذر عليها في البداية المشاركة الكاملة في الجلسات. ولكن نجحت آية، بفضل حماسها ومثابرتها، في تعلُّم كيفية صنع الصابون العطِر.
وأسست في إثره عملها التجاري الخاص في بيع الصابون المصنوع يدوياً فتوفَّر لها مصدر دخل، ناهيك عن شعورها بالتمكين. وشكَّل عملها وسيلة بالغة الأهمية لضمان حمايتها من احتمال تعرُّضها للعنف الجنساني. وبات بالتالي لآية إحساس بالاستقلالية والسيطرة على الحياة، فانخفض احتمال تعرُّضها لمثل هذه التهديدات انخفاضاً كبيراً.
وفي نهاية الجلسة، طلبت آية إشراكها في أنشطة اكتساب المهارات التي تنظِّمها الهيئة اللبنانية لمناهضة العنف ضد المرأة. وهدفها أن يلهم نجاحها الآخرين للتغلب على العقبات على غرارها. وهي تشارك منذ ذلك الوقت معرفتها وخبرتها لتمكين من حولها، وبخاصة زملائها في مركز الرحمة.