قائدات التغيير – تيريزا بونتيياس
"لا يتوقف عملي هنا. أريد الوصول إلى أكبر عدد ممكن من عاملات المنازل المهاجرات لأساعدهن بشتى الطرق. تواجه النساء الكثير من المصاعب يومياً ..."
"في عام 2010، كنت أعبر شارع الحمرا في بيروت حين رأيتُ امرأة تحمل لافتة حيث يرد "تموت عاملات المنازل بوتيرة عاملة في كل أٍسبوع". على الرغم من أن هذا الرقم تقديري فحسب، بدأت بالتفكير أنني أقيم هنا (لبنان) منذ فترة طويلة وثمة حالات انتحار كثيرة. حفّزني هذا على إنشاء تحالف لدعم عاملات المنازل المهاجرات ومساعدتهن على تلبية احتياجاتهن."
تلتقي تيريزا بزميلاتها مؤسسات التحالف أيام السبت – وهو يوم إجازتهن الوحيد - لملء 100 إلى 150 حصة من المساعدات الغذائية وتوزيعها على عاملات المنازل المهاجرات المحتاجات. هذا التحالف هو واحد من بين منظمات عدة تديرها العاملات وتسعى إلى دعم عاملات المنازل المهاجرات في بيروت. يقدم التحالف (باقة) من الدعم للمجتمع المحلي للعاملات المهاجرات بما في ذلك تسهيل الوصول إلى الملاجئ وإلى خدمات كسب سبل العيش والعيادات التي توفر العلاج لفيروس كوفيد-19 مجاناً.
تقول تيريزا "أتواصل شخصياً مع عاملات المنازل المهاجرات للتحقق من سلامتهن وأعلمهن بمن ينبغي لهن طلب المساعدة وأين، إذا لزم الأمر، وأحيلُهنّ إلى المنظمات التي تملك الوسائل والقدرة على مساعدة العاملات. حتى الآن، ساعد التحالف أكثر من 1000 عاملة منزلية مهاجرة من خلال الخدمات التي يقدمها".
يقيم في لبنان 250,000 إلى 300,000 عاملة منزلية، ويعيش الجزء الأكبر منهن في ظروف مزرية في ظل نظام الكفالة، وهو كناية عن صلة غير متوازنة على نحو كبير بين صاحب العمل والعاملة المهاجرة، والحال أن هذا النظام يعيق حرية تنقل العاملات المهاجرات وحقهن في إنهاء العمل أو تغيير أصحاب العمل، من بين ممارسات مسيئة أخرى.
مع تدهور الوضع الاقتصادي في لبنان، مما أثر على كل اللبنانيين واللبنانيات وغير اللبنانيين وغير اللبنانيّات، وفي السياق الصعب للإقفال بسبب جائحة كوفيد-19، تم تسريح العديد من العاملات على نحو تعسفي أو وجدن أنفسهن يعملن بأقل من 100 دولار أمريكي في الشهر. بما أن عاملات المنازل مستبعدات من قانون العمل اللبناني، لا يحظى إحقاق العدالة لهذه الفئة بالأولوية غالباً.
تقول تيريزا، "أشجع العاملات على معرفة المزيد عن اتفاقية العاملات المنزليات لمنظمة العمل الدولية، 2011 (رقم 189)، والتي تساعدهن على الاعتراف بحقوقهن والدفاع عنها داخل مكان عملهن ومع أصحاب العمل." تعتقد تيريزا أنه يجب تطبيق عقد العمل الموحد، كخطوة أولى، لكي يطبق أصحاب العمل ما يتم الاتفاق عليه ويلتزمون به ويوقفون الاستغلال المحتمل لعاملات المنازل المهاجرات.
"لا يتوقف عملي هنا. أريد الوصول إلى أكبر عدد ممكن من عاملات المنازل المهاجرات لأساعدهن بشتى الطرق. تواجه النساء الكثير من المصاعب يومياً، وبالرغم من ذلك، سننتصر لأننا نؤمن بأنفسنا."