قائدات التغيير – إيمان ابراهيم
إيمان إبراهيم، 26 عامًا، ناشطة اجتماعية ومدافعة عن حقوق النوع الاجتماعي، تعمل حاليًا كمديرة الشراكات في مجلس اللاجئين الدنماركي، حيث تقود الأنشطة التشغيلية والب
نشأت إيمان إبراهيم في مدينة طرابلس الشمالية، في شارع يفصل جبل محسن عن القبّة، وهما منطقتان تشهدان اضطرابات أمنية حولتهما غالبًا إلى ساحة حرب في السنوات الأخيرة. تستعيد إيمان الذكريات المرعبة المتعلقة بالصراعات المسلحة، "ذات مرة، انفجرت قنبلة أمامي. اضطررت إلى التخلي عن شهادة البكالوريا، ونمتُ أحيانًا على السلالم واضطررت إلى الزحف على أرضية منزلنا. رأيتُ الناس والأطفال يقتلون أمامي." قادتها مشاهدتها للاضطرابات الأمنية في مسقط رأسها منذ سن الرابعة عشرة، إلى التوجّه للعمل في حلّ النزاعات منذ عمر العشرين".
تعمل إيمان اليوم ميدانياً مع منظمات غير حكومية عدّة، فتقوم بالتدريبات وتسهل الحوار مستخدمة الفن والمسرح. تؤمن إيمان أن المسرح هو أداة قوية في مساعدة طرفي النزاع على رؤية إنسانية كل منهما، وخلق التعاطف والسماح بالتعافي من الصدمة المتأتية من الحرب، في موازاة مناصرة قضايا مهمة مثل تمكين المرأة والعنف القائم على النوع الاجتماعي. تقول "ننشىء أماكن آمنة للناس للتعبير عن أنفسهم، كلّما تحدثوا واستمعوا لأنفسهم، زاد شعورنا بأننا بتنا في مرحلة التعافي."
تتذكر إيمان تجربتها ضمن مبادرة المسرح المرتجل مع منظمة "صدى" غير الحكومية حيث كان المشاركون والمشاركات، وخاصة الفئات الشابة والأشخاص الذين يعيشون في المناطق المهمشة، يأتون ويخبرون القصص التي سيتم تمثيلها على خشبة المسرح، لاحقاً. تقول إيمان، "لقد اعتدنا على تقديم مسرحيّات عدة تناقش الصراع المسلح بين جبل محسن وباب التبانة. كان من الغريب أن يعاني شخص من جبل محسن وآخر من باب التبانة على النحو عينه من الفقر والألم ويشعر كلاهما انهما من الضحايا. بعبارة أخرى، إعتادا مشاركة القصص عينها، لكن انتمى كلاً منهما إلى جهة مختلفة عن الآخر. لقد بدا الجميع متشابهين إلى حد كبير، لكنهم اعتقدوا أنهم مختلفون."
لطالما حُجبت مشاركة المرأة في جهود بناء السلام والإنعاش في لبنان أو بقيت غير ملحوظة - على الرغم من إثبات، مرارًا وتكرارًا، أن النساء حين يلعبن دورًا رئيسيًا في بناء السلام وجهود الوساطة، فمن المرجح أن يستمر السلام لفترة أطول. آخذة ذلك في الحسبان، واجهت إيمان تحديات شخصية كثيرة لكونها ناشطة شابة في مجتمعها. "لقد واجهت الإساءة اللفظية والتحرش والنقد. بدلاً من التركيز على رسالتي وعملي، يركّز الناس على انتقاد شعري القصير أو يسخرون مني لأنني أتحدّث عبر مكبّر الصوت في الأماكن العامة أو لأني أقود دراجة نارية."
كان كسر الصور النمطية التي تمسكت بها عائلتها، التحدي الأول الذي واجهته إيمان، "أول شيء نجحت فيه كان الانتقال للإقامة في بيروت والحصول على وظيفة. ما أن بدأتُ العمل وشعرت بالاستقلالية المالية، جعلني ذلك شجاعةً بما يكفي لمواجهة النظام الأبوي (في عائلتها ومجتمعها)."
إيمان إبراهيم، 26 عامًا، ناشطة اجتماعية ومدافعة عن حقوق النوع الاجتماعي، تعمل حاليًا كمديرة الشراكات في مجلس اللاجئين الدنماركي، حيث تقود الأنشطة التشغيلية والبرامجية في المناطق المعرضة للخطر. عملت على بناء السلام والتدريب في طرابلس وعكار، من خلال المسرح والحوار منذ سنة 2017، كما عملت وتطوعت مع العديد من المنظمات غير الحكومية مثل "أجيال السلام" و"الإغاثة الدولية" و"في-مايل" و"شيفت" و"صدى". بالتعاون مع منظمات مختلفة تعمل على الأرض، قادت إيمان أيضًا احتجاجات تدعو إلى التعايش السلمي وهي عضوة ناشطة في النادي النسوي في طرابلس. شاركت إيمان أيضًا في انتفاضات 2019 كناشطة نسوية وناشطة اجتماعية سياسية.