قائدات التغيير – رودينة حاطوم
"هؤلاء النساء بتن يشعرن بثقة أكبر الآن. سمحت لهنّ أعمال المنحل بإعالة أنفسهن وتلبية احتياجات أسرهن."
تتحدر رودينة، 41 عاماً، من سوريا وتقيم في لبنان منذ عام 2009. حصلت على شهادة من معهد الفنون النسوية في سوريا قبل أن تشارك زوجها في تأسيس "جمعية اللقاء البيئي في قضاء راشيا"، في راشيا الوادي الريفية في قضاء راشيا، في محافظة البقاع، في لبنان.
في راشيا الوادي، ثمة حاجة ماسة لمشاريع التنمية المستدامة ذلك أن السكان يعتمدون خصوصاً على الزراعة كمصدر رئيسي للدخل. وبغية تعزيز مبادرات ريادة الأعمال لدى المرأة الريفية في مجتمعها، أنشأت رودينة، وهي مدرّبة معتمدة في مجال تنمية المرأة، أول تعاونية نسائيّة في لبنان تعنى بتربية النحل ومنتجات النحل. نظّمت رودينة دورات مكثّفة ودرّبت 118 امرأة على تربية النحل. وتقول بفخر أن كل امرأة كانت قد قامت بتوجيهها باتت تمتلك راهناً قفير نحل وتستفيد منه ماليًا.
تقول رودينة: "هؤلاء النساء بتن يشعرن بثقة أكبر الآن. سمحت لهنّ أعمال المنحل بإعالة أنفسهن وتلبية احتياجات أسرهن"، تضيف "والحال أن زوج إحدى النساء العاملات في تربية النحل إنضمّ العمل في المنحل الذي تملكه. وهو يستخدم مهاراته كنجّار، لصناعة صناديق تربية النحل الخشبية، في حين تشرف زوجته على إدارة الأعمال التجارية، وعلى تغذية النحل في فصل الشتاء وحصاد العسل في الصيف". بمساعدة نساء أخريات، تهدف رودينة إلى توسيع نشاطها من خلال بدء العمل في زراعة النباتات العطرية.
على الرغم من وجود عدد أكبر من النساء ضمن الفئات الضعيفة وكبار السن والعاطلين عن العمل وضمن الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي ، فإن النساء يضطلعن بأدوار محورية في قيادة الإصلاح في لبنان وفي تغذية الاقتصاد. بسبب المحنة الاقتصادية الأخيرة والإغلاق الوطني الناجم عن جائحة كوفيد-19، أجبرت النساء في لبنان على الخروج من سوق العمل. ويرجح أن يكون انكماش الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 25 في المائة من 2017 إلى 2020، قد أدى إلى زيادة معدل بطالة النساء من 14.3 في المائة قبل الأزمة إلى 26 في المائة بحلول شهر أيلول/سبتمبر 2020. ويقدر عدد الوظائف التي فقدتها النساء بنحو 106,750.
تتأمل رودينة في الأزمة الحالية فتقول: "في الآونة الأخيرة، أصبح كل شيء باهظ الثمن؛ لا يستطيع الكثيرون شراء زيت الزيتون في ظل ارتفاع الأسعار على نحو حاد. إن أقل ما يمكنني فعله هو مواصلة تدريب النساء الريفيّات على تربية النحل وأيضًا على الخياطة وصناعة الصابون وطحن الفاكهة وصناعة المواد الغذائية، كما فعلتُ خلال السنوات الأربع الماضية. على هذا النحو يستطعن على الأقل الاعتماد على أنفسهن من خلال صناعة منتجاتهن المنزلية."