الفقر المتعدد الأبعاد في لبنان (2019-2021): واقع أليم وآفاق مبهمة
تبحث هذه الدراسة في الأبعاد المتعددة للفقر في لبنان للفترة 2019-2021. ويكتسي هذا الحرمان أوجهاً متعددة، لعل أهمها الحرمان من الرعاية الصحية والحصول على الأدوية، والخدمات، والتعليم، والعمل، والمسكن، و الأصول والممتلكات. وتصنف الأسرة بأنها تعاني من الفقر المتعدد الأبعاد في حال كانت تعاني من وجه واحد أو أكثر من الحرمان، حتى وإن لم تكن فقيرة ماديا.
فالأسرة المحرومة من التيار الكهربائي، على سبيل المثال، يمكن أن تصنف فقيرة حسب مفهوم الفقر المتعدد الأبعاد، وذلك رغم إمكاناتها المادية التي تخولها الإشتراك في مولد خاص للكهرباء في حال كان ذلك مُتاحاً. وينطبق التصنيف عينه على الأسر العاجزة عن الحصول على الأدويية، رغم قدرتها المادية على شرائها إن توفرت. وعند قياس أوجه الحرمان في لبنان، تصل نسبة الفقر المتعدد الأبعاد، بحسب أرقام الأسكوا، إلى 82 في المائة.
يستند هذا الموجز إلى بيانات مسح القوى العاملة والأحوال المعيشية للأسر في لبنان للفترة 2018 – 2019 ،الذي أجرته إدارة الإحصاء المركزي في لبنان، بدعمٍ من المكتب الإقليمي للدول العربية التابع لمنظمة العمل الدولية، والإتحاد الأوروبي.