فريق الأمم المتحدة الوطني في لبنان يجتمع في خلوةٍ للبحث في سُبلٍ ناجعة للبناء قدماً بشكل أفضل
١٥ أكتوبر ٢٠٢١
في 4 و 5 أكتوبر 2021، اجتمع فريق الأمم المتحدة الوطني في لبنان في خلوةٍ أممية موحّدة دامت يومين بهدف تبادل الرؤى المشتركة من أجل لبنان أفضل.
"إحلموا، أظهروا المحبة، وألهموا"، هكذا استهلّت المنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان، د. نجاة رشدي، خلوة فريق الأمم المتحدة الوطني في لبنان التي دامت ليومين متتالين من 4 إلى 5 أكتوبر 2021، في قلب طبيعة لبنان في قرية بيت مري. "إحلموا بلبنان أفضل ... أظهروا المحبة والتفاني في عملكم لصالح شعب لبنان وأجندتنا الأممية المشتركة... وألهموا مَن حولكم خدمةً لشعب لبنان في ظل التحديات غير المسبوقة التي يشهده"، أوضحت السيدة رشدي.
بعد مرور عامين على الاحتجاجات الشعبية وتفشي جائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت الكارثي، إجتمع أعضاء فريق الأمم المتحدة الوطني في لبنان بقيادة المنسقة المقيمة في خلوةٍ أممية موحّدة بهدف تبادل الرؤى من أجل لبنان أفضل والمساعدة في تحديد المسار المقبل للمنظمة الأممية وسط التحديات المتزايدة التي تواجهها البلاد والمخاطر الكامنة.
في افتتاح أعمال الخلوة، رحّبت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانّا فرونِتسكا بأعضاء الفريق الوطني وبالجهود المبذولة لجهة بناء رؤية مشتركة للأمم المتحدة في لبنان حول كيفية دعم الشعب اللبناني بأفضل الطرق الممكنة والعمل من أجل لبنان مزدهر. "إذا أردنا أن يكون لنا تأثير إيجابي على التطورات الراهنة في البلاد، يتعين على منظومة الأمم المتحدة في لبنان الاستجابة للواقع اللبناني ككل. ولتعزيز تأثيرنا ودورنا، يجب أن نعمل سوياً بشكل متضافر". وأضافت السيدة فرونِتسكا قائلة: "هذا يعني أن تكون جهودنا متضافرة ومتداخلة على المستوى السياسي والتنموي والإنساني وحفظ السلام".
شارك في أعمال هذه الخلوة أكثر من 25 رئيساً ورئيسة لوكالات الأمم المتحدة القائمة والعاملة في لبنان، حيث تبادلوا الأفكار والآراء والخبرات والممارسات الجيدة في إطار جلسات نقاشية حيوية وهادفة إلى المساعدة على وضع الأسس لإطار الأمم المتحدة للتعاون من أجل التنمية المستدامة، الكفيل بتوجيه عمل الأمم المتحدة في لبنان بما يخدم ويدعم خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
وشكلت الأعمال الجماعية جوهر جلسات الخلوة التي تمحورت حول الأولويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيئية في لبنان. وقد أثبتت هذه الأعمال أنها حافز في تحقيق التآزر والتوافق بين مختلف الوكالات الأممية في إطار تحديد المخاطر والمحفّزات المتعددة الأبعاد التي تُحدقُ بالبلاد وبعمل الأمم المتحدة، وسبل تبنّي التدابير الوقائية والتخفيفية المناسبة لمواجهة تحديات لبنان والتغلب على العقبات التي من شأنها أن تعرّض عمل الأمم المتحدة للخطر. "لقد أتيت إلى هذه الخلوة متوقعًا أن أشارك في يومين من التبادلات الرسمية والخطابات الجافة والطويلة"، قال زاراك جان، الرئيس المشارك لفريق إدارة برامج الأمم المتحدة المشتركة في لبنان. "ولكن غادرتُ وشعورٌ هادفٌ يحدوني، شعورٌ مليء بالتوقعات والطاقة والأخوة، كأنني جزء من فريق واحد".
هذا ووفّرت جلسات الحوار فرصة لجمع كافة ممثلي المنظمات الأممية وإعادة النظر في طرق العمل المُعتمدة بما يستجيب لأزمات لبنان الهائلة. وفي هذا الإطار، أوضحت السيدة رشدي: "العمل كالمعتاد لم يعد خيارًا أمام الأمم المتحدة في لبنان. لذلك، نلتزم بالعمل معًا لتحويل أزمات لبنان إلى فرص و"للبناء قدما بشكل أفضل" من خلال برامج فعالة، قابلة للتنفيذ، خاضعة للمساءلة، وتخدم مصالح الناس أولاً".
وتُعد الشراكات أمرًا محوريًا لتعافي لبنان، وهذا بالضبط ما تم نقاشه في إحدى جلسات النقاش بحضور ممثلين عن الاتحاد الأوروبي ومجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والمجتمع المدني في لبنان، حيث التزموا جميعاً بتعزيز أوجه الشراكة من خلال اعتماد إجراءات وخطوات ملموسة كفيلة بتحقيق النتائج المرجوة وإضافة قيمة ملحوظة على حياة الناس في لبنان.
والجدير بالذكر أنّ هذه الخلوة قد خلقت جوّاً من الودية بين المشاركين وعززت التفاعلات والصداقة بين مختلف رؤساء وكالات الأمم المتحدة بعيدًا عن أجواء المكتب المعتادة. وفي هذا السياق، قالت مديرة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في لبنان، راشيل دور-ويكس: "لقد قدّمت هذه الخلوة فرصة رائعة للقاء بالزملاء مرة أخرى بعد غياب طويل بسبب جائحة كوفيد-19، كما سنحت لنا فرصة تبادل الأفكار حول كيفية دعم الأمم المتحدة لعملية تعافي لبنان". وأضافت: "لقد ذكّرتنا هذه الخلوة جميعًا بالقوة التي تضطلع بها المناقشات الشخصية وجهًا لوجه وبأهميتها، وبالحاجة الملحة إلى العمل معًا لتعزيز الرابط القائم بين التنمية والسلام والشؤون الإنسانية في لبنان".
اختُتمت الخلوة بجلسة ختامية تفاعلية استعرضت أبرز النتائج التي خلصت إليها خلوة فريق الأمم المتحدة الوطني، وتُوِّجَت برقصة جماعية على وَقعِ أغنية "Jerusalema". وتم التقاط صورة جماعية لفريق الأمم المتحدة الوطني تخليداً لذكرى هذا اللقاء السنوي وأعُدَّ بهذه المناسبة فيديو قصير يلخّص أبرز أوقات الخلوة.