أود أن أعبّر مرةً أخرى عن امتناني لرئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي على دعوته وكرم ضيافته. اليوم هو اليوم الثاني من زيارتي إلى لبنان ولا بد من أن أقول أنّ لديّ أسباباً وجيهة تجعلني متأملاً.
هذه زيارة تضامن مع شعب لبنان الذي كان كريماً للغاية مع اللاجئين الذين قدِموا إلى لبنان. ولكن اللبنانيين الآن يعانون بشكل كبير ويستحقون نفس التضامن من المجتمع الدولي. لكن من الواضح أنه من الضروري أن يتولّى اللبنانيون أنفسهم زمام الأمور.
لقد تشجّعتُ كثيراً في أعقاب اجتماعاتي مع فخامة رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والآن مع رئيس مجلس الوزراء. هناك تأكيدٌ واضح ومضمون أن الانتخابات ستجرى في أوائل شهر أيار/مايو قبل المهلة الدستورية المحددة. وهذا يعني أنّ لبنان سيتيح الظروف المؤاتية لانتخاب برلمان جديد، وهو ما سيساعد على إرساء استقرار سياسي جديد للمستقبل.
من ناحية أخرى، لقد أُعجِبتُ بشدةٍ اليوم بالعمل الذي تقوم به الحكومة فيما يتعلق بالتحضير للمفاوضات مع صندوق النقد الدولي. فقد تم إنجاز الكثير من العمل الفني. كما يسعدني أنّ فريق الأمم المتحدة في لبنان يدعم الحكومة دعماً كاملاً، وآمل أن يتم تهيئة الظروف السياسية الملائمة في أقرب وقت ممكن للسماح بإجراء مفاوضات رسمية. لكن من المشجع أن نرى حجم العمل الجادّ الذي يتم إنجازه.
من جهة أخرى، لا يمكنني إغفال شعوري بلحظةٍ عاطفية للغاية هذا الصباح عندما زُرتُ مرفأ بيروت. فمعاناة الناس - في المقام الأول أولئك الذين لقوا حتفهم في الانفجار، وأُسَرهم، والجرحى - والتأثير الدراماتيكي للانفجار على حياة الكثير من الناس، هي أمورٌ تخلق بالطبع إحساس عميق للغاية بالتضامن. من ناحية أخرى، تلقَّيتُ رسائل من العديد من الضحايا يدعون إلى الحاجة إلى إحقاق الحقيقة، وإلى إجراء تحقيقٍ مستقل قادر على كشف النقاب عن الحقيقة. أتفهّم تماماً مخاوفهم وآمل أن تتمكن المؤسسات من ضمان ذلك.
أود أن أعبّر لجميع الضحايا عن تضامني البالغ معهم وعن أملي بقدرة البلاد، ليس فقط على إعادة بناء المرفأ ولكن أيضاً على إعادة بناء اقتصاده وتهيئة الظروف المؤاتية لتحقيق الازدهار والتنمية التي يستحقها الشعب اللبناني.
شكرا جزيلًا لكم.