تسع نساء يَقُدنَ مهمة مكافحة تغير المناخ في لبنان
في اليوم الدولي للمرأة، تحتفل الأمم المتحدة في لبنان بمساهمات النساء والفتيات اللواتي يقدن التغيير في نشاطات ومبادرات تُعنى بمكافحة تغير المناخ.
في اليوم الدولي للمرأة، تحتفل الأمم المتحدة بمساهمة النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم اللواتي يقدن مهمة مكافحة تغير المناخ، والتكيف معه والتخفيف من آثاره والاستجابة له بغية بناء مستقبل أكثر استدامة للجميع. نديدا رعد، وكارولين شبطيني، ومايا نعمة، وعائدة غضبان، وميريام غصوب، وكارول عياط، ومنى فواز، ونهاد عواد، ونجاة صليبا يُشرفن على إجراءات مبتكرة في مجال التكيف المناخي في جميع أنحاء البلاد. يسهم عملهم في جعل مستقبل لبنان أكثر اخضرارا وإنصافاً وازدهاراً.
كارول عيّاط، متخصصة في تمويل الطاقة، ومصرفية استثمارية، وباحثة في "معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية" في الجامعة الأميركية في بيروت، وهي عضو في مجلس إدارة "المبادرة اللبنانية للنفط والغاز" (لوغي) وتدعو إلى إنتاج الكهرباء بطريقة مستدامة. في رأي عياط إن الطاقة الخضراء تدور حول إنشاء نظام بيئي وتحسين رفاهية المواطنين والمواطنات. تقول "في لبنان، أدى الاعتماد الكبير على الوقود الأحفوري لإنتاج الكهرباء إلى تأثير ضار على المالية العامة وميزان مدفوعاتنا؛ وأخيراً واجهنا نقصاً في الوقود الأحفوري مما هدد أمن الطاقة. يعتبر أمن الطاقة – الارتباط بين الأمن القومي وتوافر الموارد الطبيعية لاستهلاك الطاقة – أمراً بالغ الأهمية لأي دولة لتصبح أكثر استقلالية في مجال الطاقة عن الدول الأجنبية". إقرأوا قصتها هنا.
"يؤثر فقر الطاقة ويا للأسف على النساء أكثر من الرجال، لذلك نحتاج كنساء إلى أن نلعب دوراً فعالا في تشكيل السياسة العامة للطاقة"- كارول عيّاط
كارولين شبطيني، 39 عاماً، فنانة تعمل في مجال إعادة التدوير، حاصلة على ثلاثة أرقام قياسية في موسوعة غينيس، في عام 2020. على الرغم من أنها لا تعتبر نفسها ناشطة بيئية، فقد ألهم عمل شبطيني العديد من الشباب لإيلاء المزيد من الاهتمام لإدارة النفايات والانضمام إلى مبادرات إعادة التدوير. تقول "لقد سجلتُ أول رقم قياسي في موسوعة غينيس عن عمر36 عاماً. لم أتخيل مطلقاً أنني قد أعمل في إعادة التدوير. منذ ذلك الحين، أعتقد حقاً أنه يمكن ابتكار شيء من لا شيء. قبل عشر سنوات حدث طلاقي. كان الناس يطلقون عليّ اسم "المطلّقة". منذ أن شرعت في هذه الرحلة، أصبحتُ "المرأة التي فازت بالأرقام القياسية في موسوعة غينيس،" ختمت شبطيني كلامها. إقرأوا قصتها هنا.
"إذا جمعتُ شخصياً خمسة أطنان من البلاستيك لكل مشروع، وإذا أنجزت ثلاثة مشاريع سنوياً، فهذا يعني أنه، على المستوى الفردي، يمكنني منع وصول 15 طناً من البلاستيك إلى الغابات والشوارع والبحر، على مدار عام واحد. إنه لمن دواعي سروري أن أدرك أنني أجعل لبنان أكثر نظافة."- كارولين شب
عائدة غضبان لاجئة فلسطينية تعيش في جنوب لبنان، في مخيم الرشيدية. ساعدت عائدة في تدريب أكثر من 100 امرأة على زراعة الخضار على أسطح منازلهن. تقول " تعلّمن نصائح مفيدة بما في ذلك المسافة بين مختلف النباتات في كل صف، وكيفية طرد الحشرات. كل يوم كنت أزور هؤلاء النساء في منازلهن للتأكد من أنهن يعتنين جيدًا بنباتاتهن ويقمن بسقيها". شكّل هذا النشاط نقطة تحوّل بالنسبة لهؤلاء النساء. "استعدن إحساسًا بالحرية والثقة بالنفس. كنّ سعيدات لإنجاز مهام جديدة، تختلف عن الأعمال المنزلية الروتينية، فقد شعرن بأنهن يرددن الجميل لأسرهن". إقرأوا قصتها هنا.
"بيئتنا هي حياتنا. يؤدي التلوث إلى أمراض وانتشار فيروسات تعرّض صحتنا للخطر. يمكننا اتخاذ الخطوات الصحيحة للحفاظ على نظافة مجتمعاتنا." - عائدة غضبان
منى فواز هي أستاذة الدراسات الحضرية والتخطيط في الجامعة الأميركية في بيروت والمؤسسة المشاركة في "مختبر المدن بيروت"، وهو كناية عن ساحة بحوث تعاونية ومُتعدّدة التخصّصات. يُنتج المختبر معرفة علميّة حول التحضّر في لبنان. نشرَت فواز أكثر من 50 مقالاً علمياً، وأقسامًا في كتب، وتقريراً. تقول فواز "في لبنان، تم تشجيع الناس على الإساءة إلى البيئة. عندما يتم تدقيق المباني، من الشائع أن نجد أنه يمكن تقليص حوالي 40٪ من نسبة استخدام الكهرباء. في ظل السياسة العامة التي قامت على نحو متعمد، على دعم الوقود، لم يهتم الناس بتكلفة الكهرباء. أحد مشاريعنا الحالية مع أحد المختبرات في "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا" هو التحقيق في الأنظمة الحضرية وتلك المرتبطة بالإسكان. نحاول اقتراح أنظمة حضرية تحدد حجم المباني على نحو متصل بالطاقة الشمسية، بحيث يمكن للأحياء الحضرية تأمين شريان الحياة الكهربائي في الحد الأدنى، من خلال الطاقة الشمسية وبأسعار معقولة". إقرأوا قصتها هنا.
"لا يرتبط العمل المناخي باختيار بصمتنا الكربونية فقط ولكن بفهم دورنا كبشر على هذا الكوكب، بقدر أكبر من التواضع".- منى فواز
مايا نعمة، 41 عاماً، مديرة جمعية التحريج في لبنان، وهي منظمة محلية غير حكومية تهدف إلى الحفاظ على غابات لبنان وتوسيعها من خلال إعتماد نهج مجتمعي وشراكات بين القطاعين العام والخاص. مع تزايد إندلاع الحرائق في غابات لبنان منذ العام 2019، أصبحت هناك حاجة، أكثر من أي وقت مضى، لإعادة التحريج، وإدارة الغابات والحرائق التي تندلع فيها، وتخطيط استخدام الأراضي. إنّ عدد النساء المتخصّصات في مجال الحراجة في لبنان ضئيلٌ نسبيّاً، على الرغم من أنّ المنظمات غير الحكومية الرئيسية الثلاث العاملة في مجال الغابات تقودها نساءٌ. تقول نعمة "هناك فجوة في الأوساط الأكاديمية، حيث أن الجامعة اللبنانية هي مؤسسة التعليم العالي الوحيدة التي توفّر درجة الماجستير في مجال الحراجة. يضمّ فريق الخبراء الذي أقوم بإدارته عددًا من النساء يتفوق على عدد الرجال، في حين أنّ هذا القطاع يهيمن عليه تقليديًا الرجال في جميع أنحاء العالم". وتضيف: "على مرّ السنين، رأينا رؤساء بلديات يركّزون على الحاجة إلى إشراك المزيد من القوّة النسائية في اللّجان المحلية، وهذا هو ما نقوم به عن طيب خاطر. إنّه نجاح بحدّ ذاته". إقرأوا قصتها هنا.
" نريد أن يعلم الجميع أنّ في وسع المرأة أن تتولّى وظيفة في مجال الحراجة."- مايا نعمة
ميريام غصوب، 29 سنة، استشارية للشؤون البحثية في المركز الوطني لعلوم البحار. أكملت العديد من الأعمال المتعلقة بالبحوث البحريّة، بما في ذلك تقييم الجودة البيئية للنظام البيئي الساحلي وتقييم خصائص الرواسب البحرية. تؤمن إيمانًا راسخًا بالعلوم، وتسعى إلى فهم التغيرات البيئية العالمية التي تسببها الأنشطة البشرية التي تهدد الأمن المادي والاقتصادي والغذائي للمجتمعات المحلية، فضلاً عن موارد الأعمال التجارية العالمية. تقول " في المركز، نعتبر أنفسنا أسرة البحر". في رأي غصوب إن الاستجابة الفعالة للتحديات البيئية مرتبطة بالكشف المبكر. المجتمعات المحلية هي الجهة الفاعلة الرئيسية في التخفيف من تأثير الحوادث الطارئة، كمثل التسربات النفطية. يمكن جمع المتطوعات والمتطوعين في حملات التنظيف. يمكن أن يبدأ التغيير في المنزل." إقرأوا قصتها هنا.
"حتى لو لم يكن الساحل اللبناني ملوثاً كما نعتقد، فإن الوضع سيتدهور إذا لم نتحرك بسرعة. علينا حماية الحياة البحرية عندنا" -ميريام غصوب.
نديدا رعد، 34 عامًا، عضوة مؤسّسة في جمعية The Chain Effect، وهي منظمة غير حكوميّة تروّج لاستخدام الدراجة الهوائية كوسيلة نقل في لبنان من خلال فنّ الشارع والمشاريع المجتمعية والتخطيط المدني. وتُعنى أيضًا بأزمة النقل المتزايدة والنقص في الأماكن العامّة. على مدى السنوات الماضية، جمعت فعاليات "درّجها عالشغل"، التي نظّمتها الجمعيّة، المئات من المشاركين. تقول "إنّ خلق ثقافة ركوب الدراجات يتطلب مشاركة المجتمع". إقرأوا قصتها هنا.
"ما العالم الذي نجلب أطفالنا إليه؟". يجب أن نبدأ بالتغيير على صعيد فردي. لذلك نحن بحاجة للعمل الآن قبل فوات الأوان. دعونا نتبنّى ونعزّز خيارات التنقل الصديقة للبيئة، مثل المشي (إذا أمكن)، أو ركوب الدراجات، أو استخدام الحافلة أو حتى نظام تقاسم ركوب السيارات" – نديدا رعد.
نجاة صليبا، 57 عاماً، هي المؤسسة المشاركة التنفيذية والمديرة التنفيذية للأكاديمية البيئية، وهي حركة بيئية تقودها الجامعة الأمريكية في بيروت بالتعاون مع المجتمعات المحلية في جميع أنحاء البلاد بهدف إيجاد حلول تحويلية وعادلة للانهيار البيئي في لبنان. تعمل صليبا كأستاذة وباحثة في الكيمياء التحليلية والغلاف الجوي وكانت المديرة السابقة لمركز حماية الطبيعة في الجامعة الأميركية في بيروت. تنخرط صليبا مع فريقها في الأكاديمية البيئية في العمل المناخي على صعيد المجتمعات المحلية، في زمن الأزمات الوطنية غير المسبوقة. تقول "هكذا نشأت الأكاديمية البيئة؛ وُلدت من إحباط عميق سببه وجود نماذج تنمية تقليدية والميل إلى إسكات العلم. نحن بحاجة إلى أن نكون جزءًا من الحل." إقرأوا قصتها هنا.
"لقد ثَبُت أن المساحات الخضراء يمكن أن تمتص تلوث الهواء. أدرك أنه لا يمكننا إزالة المولدات العاملة على الديزل الآن، لكن ما يمكننا فعله هو خلق ثقافة المساحات الخضراء، خصوصا في القرى."- نجاة صليبا
نهاد عواد، 31 عاماً، هي مؤسسة الفرع الوطني اللبناني لحركة الشباب العربي للمناخ ومسؤولة الحملات في "غرينبيس الشرق الأوسط" وبالتحديد في مشروع "أمة لأجل الأرض"، وهي مبادرة عالمية يقودها تحالف وتعمل على تمكين المجتمعات الإسلامية في العمل المناخي. بدءاً من عمليات تنظيف الشواطئ مروراً بغرس الأشجار وصولاً إلى تمثيل غرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومشروع "أمة لأجل الأرض" في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في غلاسكو (COP26)، تعمل نهاد على إشراك الشباب والشابات في القضايا البيئية منذ كانت في الخامسة عشرة.
في عام 2015، في سن الخامسة والعشرين، أنشأت نهاد الفرع الوطني اللبناني لحركة الشباب العربي للمناخ لتوعية الأطفال في سن مبكرة حول مسألة التغير المناخي في المدارس. إقرأوا قصتها هنا.
" يشعر الأطفال بحماس كبير لإيجاد حلول لتغير المناخ ومعالجة مشكلة التلوث. يبدو أن الأجيال الأكبر سنا أكثر ترددًا في اتخاذ الإجراءات، ذلك انها تطلب أدلة ملموسة على أن الأنشطة البشرية تساهم في تغير المناخ "- نهاد عواد