"كنت بطلاً... قبل أن أدرك أنني كنت في اللعبة الخطأ."
مؤمن، شاب يبلغ من العمر 25 عاماً، نجح في الإندماج في المجتمع وتمكن من التصالح مع الحياة بعد الإستفادة من برامج إعادة التأهيل في سجن رومية أثناء قضاء مدة عقوبته بتهم تتعلق بالإرهاب.
يقول مؤمن لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة: "ما زلت أتذكر أول مرة خرجت فيها إلى الحرية في العام 2018. بعد خمس سنوات قضيتها في السجن، وعلى الرغم من سعادتي برؤية عائلتي حولي، أدركت أنني سأواجه مجموعة جديدة من التحديات لإستعادة مكانتي في المجتمع...مواجهة المخاوف حول مستقبلي، أن أجد عمل بظل العبء المالي الذي يثقل كاهلي، والعيش في مجتمعي حاملاً الوصمة المرتبطة بسجني...لأنهم يخافون مني... بسبب وصمة "الإرهابي"... والتي كان من الصعب إزالتها، فقد احتجت إلى الكثير من الوقت والجهد والقوة لعدم الاستسلام ولبناء ثقة ...لأنه كان من الصعب تقبلي كشخص جديد بنوايا إيجابية وإعادة التواصل مع الأصدقاء والعائلة".
"كنت محظوظاً بالإستفادة من برامج إعادة التأهيل وإقامة علاقة متينة مع فريق العمل في السجن، مما أتاح لي كسر دائرة العنف والكراهية، واكتساب مهارات تقنية جديدة، واستعادة الثقة بالنفس، والقدرة على تخطي الصدمات، والأهم من ذلك، أن أقول "لا" للإغراءات التي قد تجعلني أعود إلى الماضي و أفقد كل شيء بنيته بعيداً عن العنف." وأضاف مؤمن:"للأسف، شعرت أنني بطل عندما انضممت إلى المجموعات الإرهابية، ولكنني تغيرت الآن. انا مؤمن...مؤمن بالحياة."
اليوم، بدأ مؤمن صفحة جديدة في حياته. فقد تمكن من بناء أسرة والحصول على عمل لائق كنجار وتعزيز علاقته مع أحبائه، ولعب دور إيجابي في مجتمعه من خلال التصدي لخطر التورط في أنشطة إجرامية.
إعادة تأهيل وإدماج مؤمن جاءت في إطار مشروع "تحسين إدارة السجون وإعادة تأهيل وإدماج السجناء الأكثر عرضة للخطر في لبنان"، الذي تنفذه وزارة العدل في لبنان بالتعاون الوثيق مع وزارة الداخلية والبلديات، وبالمساعدة الفنية من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، وبتمويل من دولة كندا والإتحاد الأوروبي. يركز المشروع على تقديم المساعدة الفنية للبنان لتعزيز إعادة الإدماج ومنع التكرار.
في جناح الأحداث في سجن رومية، يشكل الأطفال والشباب الموقوفين والمحكومين بتهم تتعلق بالتطرف العنيف حوالي 10٪ (34 من أصل 350سنويا) منذ العام 2014. يستفيد جميعهم من برامج إعادة التأهيل المخصّصة، مع التركيز بشكل خاص على الابتعاد عن العنف والإستعداد لإطلاق السراح بغية عدم إعادة إرتكاب الجرم. تشكّل برامج إعادة التأهيل أمراً ضروريّاً في عملية إعادة الإدماج.
على الرغم من أن الطريق إلى إعادة الإدماج طويل ومليء بالعقبات، فإن قصة "مؤمن"، التي حققت نتائج إستثنائية، تعطي الأمل ليس فقط للشباب كي ينفصلوا عن العنف، بل أيضاً للجهات الفاعلة لمواصلة جهودها في دعم عملية إعادة الإدماج وللشركاء الإنمائيين للإستمرار بتمويل العدالة الإجتماعية. وأخيراً للمجتمع أن يؤمن بأن إعادة الإدماج ممكنة للأطفال والشباب الموقوفين والمحكومين بتهم تتعلق بالتطرف العنيف والإرهاب. وهذه هي الرسالة الرئيسية في 12 شباط/فبراير بمناسبة اليوم الدولي لمنع التطرف العنيف عندما يفضي إلى الإرهاب.
شاهدوا أدناه الجزء الاول من الفيلم القصير "من متّهم إرهابي إلى مؤمن بالحياة"