"دور بصور": مبادرة للأمم المتحدة تقدم وسيلة نقل مستدام في لبنان
يتنقّل حسين قهوجي وخديجة سليم اليوم في جولات على دراجات هوائية في شوارع مدينة صور الساحلية الجنوبية، واحدة من أقدم المدن في العالم. إقرأوا المزيد.
يتنقّل حسين قهوجي وخديجة سليم اليوم في جولات على دراجات هوائية في شوارع مدينة صور الساحلية الجنوبية، واحدة من أقدم المدن في العالم وموقع من مواقع التراث العالمي التي حددتها اليونسكو في لبنان.
بدأ الأمر بإطلاق محطتين عامتين للدراجات الهوائية، حّدد موقعهما بشكل استراتيجي في مواقع بارزة في مدينة صور. يقول حسين، أحد سكان مدينة صور، "إنها مبادرة رائعة ليس فقط بالنسبة لسكان مدينة صور ولكن أيضًا لأولئك الذين يزورون المدينة".
تعزّز الأمم المتحدة في لبنان ثقافة استخدام الدراجات الهوائية بين مختلف شرائح مجتمع مدينة صور المحلي من خلال إنشاء محطتين عامتين للدراجات الهوائية في المدينة في إطار مبادرة الدراجات الهوائية "دور بصور" بدعم من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat) تحت مشروع "الشراكة بين مدينة ومدينة - بلديتي صور وزوريخ السويسرية". وتصبّ هذه المبادرة في هدف تعزيز التحول نحو خيارات تنقل متنوعة في المدينة، خطوة تلو خطوة.
أصبحت محطات الدراجات هذه بمثابة نقاط تجمّع تنبض بالحياة وملتقى السكان الباحثين عن طريقة جديدة للتنقل في مدينتهم ولإنجاز مهامهم اليومية. يزور حسين المحطة يوميًا، أما خديجة فتزورها عدة مرات في الأسبوع، يختاران دراجة، ومن ثم ينطلقان إما للقيام بمهمات مختلفة، أو للتجول في المدينة أو التسوق.
تقدّم الدراجات الهوائية في صور بديلًا فعالاً وميسور التكلفة عن السيارات الخاصة والدراجات النارية مما يسمح للأفراد بتوفير المال عن نفقات الوقود ومواقف السيارات وتكاليف النقل العام، لا سيما في ظل ارتفاع أسعار الوقود في لبنان. وقد لاحظ كل من حسين وخديجة توفيرًا في التكاليف باستخدام الدراجات من هذه المحطات. وقد قدمت لهما الدراجة الهوائية طريقة ملائمة لدمج التمارين في روتين حياتهما في تعزيز لأسلوب حياة صحي، اذ يعتبر حسين أنه يمارس الرياضة بطريقة غير مباشرة عند تجوّله على الدراجة الهوائية.
توفّر مبادرة الدراجات الهوائية خيار تنقل مرن للرحلات في قلب المدينة كما توفر للأفراد حرية الوصول بسهولة إلى الدراجات عند الحاجة. تقول خديجة: "متى أشاء، أذهب إلى محطة الدراجات واستأجر دراجة إما لأقضي مهامي أو أحيانًا للترفيه. برسوم الإيجار المعقولة تمثّل الدراجات خيارًا أكثر ملاءمة بالنسبة لنا". وبالنسبة لحسين، إن الرحلة التي تستغرق ساعة من وقته بالسيارة تستغرق دقائق على الدراجة الهوائية فضلًا عن عدم حاجته للبحث عن أماكن لركن الدراجة، بخلاف السيارة.
من خلال هذه المبادرة، تم أيضًا تعزيز إمكانية الوصول في المدينة مما يسهل على الناس الوصول إلى وجهات مختلفة بما في ذلك تلك التي لا يمكن الوصول إليها بواسطة السيارات مثل السوق القديم والأزقة المجاورة للميناء والكورنيش. يقول حسين: "أجول في الحارات الضيقة، مستمتعًا بالمناظر الطبيعية بدون إزعاج سكانها بالتلوث السمعي الناتج عن السيارات".
أما حسن سرور، منسق النقل ومهندس نظم المعلومات الجغرافية في بلدية صور فيعتبر أن: "الناس في صور يشجعون بعضهم البعض على استخدام الدراجات الهوائية ومزيد من السكان بدأوا يتبنون ثقافة استخدام الدراجات الهوائية في المدينة".
يختم كل من حسين وخديجة برسالة إلى المجتمع المحلي: "صور أجمل بكثير بدون زحمة السيارات. نأمل أن يتبنى الجميع في صور ثقافة استخدام الدراجات الهوائية".