لبنان: المنسق المقيم للأمم المتحدة يقوم بزيارة ميدانية مع السفيرة الكندية، لتقييم أثر عمل الأمم المتحدة على القطاع الإنتاجي
١٢ ديسمبر ٢٠٢٣
.
أجرى المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان، عمران ريزا، زيارة ميدانية إلى شمال لبنان، برفقة السفيرة الكندية ستيفاني ماكولوم، بهدف النظر في أثر برنامج الأمم المتحدة لتنمية القطاع الإنتاجيعلى المستفيدين والمستفيدات، والتأسيس لنظم الأغذية الزراعية المستدامة بما يساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي في لبنان.
زيارة مشتركة تأكيداً على الأثر المشترك
مع اقتراب برنامج تنمية القطاع الإنتاجي من نهاية تنفيذ مرحلته الأولى بحلول نهاية العام 2023، قام السيد ريزا والسفيرة ماكولوم بزيارة خمسة مواقع مختلفة في شمال لبنان، حيث اجتمعا بأكثر من 40 امرأة ورجل من المستفيدين من أنشطة البرنامج، واستمعا إلى قصصهم، واحتياجاتهم، وتطلّعاتهم المستقبلية.
وكانت قد موّلت كندا برنامج الأمم المتحدة هذا بسخاء لمدة ثلاث سنوات على التوالي والهادف إلى خلق فرص عمل وتمكين النساء والشباب اقتصادياً في المناطق المحرومة في لبنان في قطاع الزراعة والأغذية الزراعية.
"لقد كان يوماً رائعاً اليوم، حيث اطّلعنا على مجموعة متنوعة من الأنشطة المُنفّذة ضمن إطار برنامج تنمية القطاع الإنتاجي،" قالت السفيرة ماكولوم. "والمثير للاهتمام بصورة خاصة هو رؤية أوجه التآزر الموجودة بين المستفيدين من البرنامج والمجتمعات المحلية والشركاء، لا سيما الدعم الثابت المُقدَّم للنساء اللواتي يعملن على توسيع نطاق عملهنّ عبر استنباط أفكار خلّاقة جديدة يردّون من خلالها الجميل لمجتمعاتهنّ المحلية".
وتأتي زيارة ريزا وسط أزمة اقتصادية ومالية غير مسبوقة تغرق البلاد في براثن الفقر. فالانكماش الاقتصادي والآثار المدمرة لسلسلة الأزمات التي ألمَّت بالبلاد منذ عام 2020، بما في ذلك فيروس كورونا وانفجار مرفأ بيروت، قد ألحقت خسائر فادحة في قطاع الزراعة والأغذية الزراعية. وقد أدى ذلك إلى صعوبة الحصول على التمويل، واستيراد المواد الخام بأسعار باهظة، وتعطيل العمليات التجارية وسلسلة القيمة الصناعية.
شكّلت هذه الزيارة الميدانية المشتركة فرصة قيّمة للاستماع إلى قصص نجاح لأشخاص يستفيدون من مختلف أنشطة برنامج تنمية القطاع الإنتاجي، وللنظر في النتائج الملموسة المحقّقة حتى هذا التاريخ. كما ساعدت هذه الزيارة في رفع الوعي حول عمل الأمم المتحدة الموحَّد وأثرها على المزارعين والتعاونيات الزراعية وأصحاب المشاريع الصغيرة، والمؤسسات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر في قطاع الأغذية الزراعية.
وبهذا السياق، قال السيد عمران ريزا :" دُهشت بمسعى ومبادرة الأفراد الذين اجتمعتُ بهم في عكار وطرابلس. لقد أظهروا كيف ساعدهم هذا البرنامج، من خلال موارده المختلفة والتدريبات المُقدّمة في إطاره، على اكتساب الثقة بالنفس، والاستقلالية المادية، والشعور القوي بالتمكين. لقد ألهمني تفاؤلهم".
مشاريع صغيرة تتحدى الصعاب وتزدهر وسط أزمة اقتصادية متفاقمة
استهلّ ريزا مهمته في المدرسة الزراعية الفنية الرسمية في العبدة حيث التقى بحضور السفيرة الكندية، عشرة شبان وشابات من أصحاب المشاريع الصغيرة وخارج المدارس، الذين استطاعوا توظيف المهارات المكتسبة من التدريبات في إنتاج الأغذية وإدارتها وتسويقها على الرغم من الأزمة الاقتصادية والتحديات المتصلة بها.
"نحن هنا لإظهار دعمنا المستمر للشبان والشابات أصحاب المشاريع الصغيرة وللتعاونيات التي تقودها النساء الذين يسعون جميعاً جاهدين إلى إعالة أنفسهم وتوسيع نطاق عملهم،" قال ريزا. "نحن هنا لنؤكد من جديد التزام الأمم المتحدة جنباً إلى جنب مع دعم الجهات المانحة ككندا، بدعم القطاعات الإنتاجية وخاصة قطاع الأغذية الزراعية الذي أصبح بمثابة شريان الحياة للاقتصاد اللبناني".
وقد أوضحت المستفيدات اللواتي اجتمَعنَ مع المنسّق المقيم وسفيرة كندا كيف ساعَدَتهنّ التدريبات المهنية المتنوّعة والتدريبات المُقدّمة في سياق العمل مقابل المال ضمن إطار برنامج تنمية القطاع الإنتاجي المدعوم من المنظمات غير الحكومية الشريكة مثل مؤسسة AVSI، على الخروج من دائرة الأعمال المنزلية والتواصل مع نساء أخريات وتبادل المعارف والخبرات.
وأوضحت شابة مظهرةً الأثر المُضاعف الذي أحدثه البرنامج على حياتها وحياة مزارعين وأصحاب مشاريع شباب آخرين، قائلةً: "لقد فتحت لي هذه الدورات التدريبية المتخصصة في تصنيع الأغذية وإدارة الأعمال آفاقاً جديدة وأتاحت لي الفرصة كي أثبت نفسي، وأصبح منتجةً، وأعيل أسرتي. لقد ساعدتني أيضاً على التواصل مع المتدربين الشباب الآخرين الذين أصبحوا جزءاً من فريق عملي".
هذا وزار السيد ريزا والسفيرة ستيفاني ماكولوم أيضاً خيمة زراعية في عكار حيث التقيا بمجموعة من 25 مزارعاً ومزارعةً استفادوا من مدارس المزارعين الحقلية التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة والتي تعمل في إطار برنامج تنمية القطاع الإنتاجي. وأوضح المزارعون كيف ساعدهم التدريب على تحسين معارفهم الزراعية ومهاراتهم التقنية لجهة اعتماد الممارسات الزراعية المستدامة والجيدة، مما أدى إلى زيادة إنتاجهم ومحصولهم الزراعي وحسَّن من قدرتهم على ضمان جودة منتجاتهم الزراعية.
بعد ذلك، توجّه ريزا مع السفيرة الكندية إلى مركز التنمية الصناعية والبحوث الزراعية لغرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس واطّلعا كيف دعم برنامج تنمية القطاع الإنتاجي المركز من خلال تزويد الشباب والشابات أصحاب الأعمال بخدمات مراقبة الجودة ومساعدتهم على الوصول إلى والاستفادة من التقنيات الذكية والتكنولوجيات المتقدّمة والمختبرات المتقدمة والمتوفرة للأعمال المتعلقة بالأغذية الزراعية.
بالنسبة لهند نعمة، صاحبة شركة HESTIA، وهي شركة ناشئة متخصصة في إنتاج المنتجات الغذائية العضوية والخالية من الغلوتين، وأحد الفائزين في مسابقة "تجربة سيدات الأعمال مالكات المشاريع" التي نظمتها منظمة العمل الدولية في إطار برنامج تنمية القطاع الإنتاجي، فإن الموارد والمهارات التي اكتسبتها من التدريبات قد ساعدتها على توسيع نطاق عملها ودخول أسواق جديدة.
"بما أنني مصابة بمرض الاضطرابات الهضمية، أدركتُ الصعوبات التي يواجهها العديد من الأشخاص الذين يعانون من حساسية الغلوتين في العثور على منتجات عالية الجودة وخالية من الغلوتين في الأسواق وبأسعار معقولة. وبفضل المنحة التي حصلت عليها في إطار برنامج تنمية القطاع الإنتاجي للأمم المتحدة، تمكّنتُ من شراء معدات وآلات لتجهيز الأغذية بالإضافة إلى توظيف عاملٍ، ومصمم رسوم، ومصوّر لأغراض التسويق،" شرحت هند ثم أضافت: "ساعدني ذلك على توسيع نطاق عملي وتقديم وجبات خفيفة صحية جديدة ولذيذة وخالية من الغلوتين بتكلفة منخفضة نسبيا."
شركات ناشئة ذات التأثير الاجتماعي
لقد تم لمس النتائج الإيجابية لبرنامج تنمية القطاع الإنتاجي أيضاً من خلال قصص إثنين من رواد الأعمال اللذين تم زيارتهما، وهما سلمى وكلود. وفي إطار هذه الزيارة، قدّمت كل من الشركة الناشئة "بستان سلمى" و"شغل إمّي" أمثلة رائعة حول أثر هذا البرنامج من خلال نتائج التدريبات المتخصصة المُقدمة في إطاره في مجال الإدارة، والتسويق، والتوضيب، وتقنيات إنتاج الأغذية، بالإضافة إلى الموارد والمعدّات الأخرى التي يوفرها البرنامج.
وقال ريزا في هذا السياق ضمن إحدى تغريداته عن الزيارة: "يُظهر رواد الأعمال هؤلاء إمكانات لبنان الملحوظة وتصميمهم على النمو والتقدّم"، لا سيما في ظل الأزمة المستمرة.
تعزيز الشراكات من أجل قطاع إنتاجي مستدام
رحّب السيد ريزا بمساهمة كندا السخية ودعمها لهذا البرنامج الذي ساهم حتى الآن في مساعدة أكثر من 2000 مستفيد ومستفيدة مباشرةً في تحسين ممارساتهم الزراعية وكذلك تطوير أعمالهم، وتحسين إدارتها، وضمان استدامتها في قطاع الأغذية الزراعية.
وقال ريزا بهذا الخصوص: "على مدى السنوات الماضية، أثبتت كندا أنها ليست جهة مانحة سخيّة بدعمها فحسب، بل أيضاً شريكاً فاعلاً يتمتع برؤية لاقتصاد منتج ومكتفٍ ذاتياً في لبنان".
هذا وقد شكّل موضوع أهمية الشراكات القوية مع الشركاء المحليين والدوليين حيّزاً مهماً في مختلف النقاشات التي دارات خلال الزيارة، نظراً لأهمية الشراكات في تحقيق أقصى قدر ممكن من النتائج التي تساعد على تسريع عجلة التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة في لبنان.
شاهدوا هذا الفيديو القصير كملخّص عن هذه الزارة الميدانية.