بيان صحفي

"الخسائر التي يتكبدها المدنيون جراء تصاعد الأعمال العدائية في جنوب لبنان تزيد من حجم تحدياتهم" : بيان لمنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان، عمران ريزا

٢٦ يناير ٢٠٢٤

بيروت، 26 كانون الثاني 2024

في الآونة الأخيرة، زرت بعض المناطق في جنوب لبنان للقاء الأشخاص المتضررين من الأعمال العدائية الجارية. وتحدثت إلى بعض الذين تركوا منازلهم وأصبحوا في عداد النازحين، وأولئك ممّن اختاروا البقاء في منازلهم وقراهم، على الرغم من المخاطر المحدقة بهم. ومن الواضح أن جميعهم يواجهون تحديات هائلة.

بالنسبة للعديد من هؤلاء الأشخاص، فإن الأشهر الثلاثة الماضية، كانت عبارة عن فترة تفيضُ بمشاعر الخوف والخسارة وانعدام اليقين بشأن ما يحمله المستقبل. فاليوم، تختلف القدرة على مواجهة التحديات  كثيراً عما كانت عليه في المرة الأخيرة التي شهد فيها جنوب لبنان نزوحاً مماثلاً، خلال حرب عام 2006.

فقد أدت الأزمة الاقتصادية الحادة التي يشهدها لبنان إلى تفاقم محنة السكان المتضررين من النزاع القائم، وها هم اليوم بلا  مدخرات ومؤن غذائية كافية، وأصبحوا يعتمدون بشكل كامل على فرص ضئيلة لسبل العيش.

إن التدمير المستمر للأراضي الزراعية في جنوب لبنان، إلى جانب انعدام الأمن وعدم القدرة على التحرك بأمان بسبب الهجمات اليومية، يزيد من حدة اليأس بين المجتمعات.

عائشة، نازحة من كفر شوبا تبلغ من العمر 65 عاماً، أخبرتني أنها نزحت أربع مرات في حياتها. وتشعر بالتعب والإرهاق. وقال لي محمد، 60 عاماً، الذي قرر البقاء في قريته الحدودية، الهبارية، أنه لا يستطيع تحمل تكاليف النزوح، ورغم اعتماده على المساعدات الإنسانية المحدودة إلا أنها ليست كافية.

إن الخسائر الاقتصادية والشخصية والنفسية التي تتحملها المجتمعات المتضررة من أثر النزاع القائم، فادحة، وتزيد من حجم التحديات التي يواجهها السكان.

منذ تصاعد الأعمال العدائية، نزح أكثر من 86 ألف شخص، وبقي حوالي 60 ألف شخص في القرى الحدودية المتضررة من تبادل إطلاق النار. وحتى اليوم، قُتل ما لا يقل عن 25 مدنياً ولحقت أضرار جسيمة بالمراكز الصحية والبنى التحتية المدنية والمنازل السكنية والأراضي الزراعية.

أجدد دعوتي وأشدد على ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين والعاملين في المجال الطبي والمنازل والمدارس ومراكز الرعاية الصحية. يجب توخي الحرص المستمر لتجنيب المدنيين والأعيان المدنية الأذى.

ويجب على جميع الأطراف المعنية أيضًا تسهيل وصول العاملين في المجال الإنساني إلى المدنيين المحتاجين.

وأؤكد من جديد التزام الأمم المتحدة وشركائنا بالبقاء وتقديم الإغاثة الطارئة والحماية للمدنيين المحتاجين أينما كانوا.

ولكن، ما نحتاج بشدة إليه اليوم، هووقف التصعيد وإنهاء الأعمال العدائية.

-انتهى-

 

للمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بـمكتب منسق الشؤون الإنسانية:

  • السيدة هيلينا ماتزارو، مديرة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في لبنان بالإنابة. البريد الإلكتروني: mazarro@un.org
  • كوثر فحص، مديرة الإعلام في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في لبنان. البريد الإلكتروني: kawsar.fahs@un.org

 

عمران ريزا

عمران ريزا

الأمم المتحدة
نائب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية
عمران ريزا هو نائب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، وهو المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان، وقد تبوّأ هذا المنصب في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر عام 2022. يتمتع السيد ريزا بخبرة دولية تفوق 35 عاماً ضمن منظومة الأمم المتحدة، ولا سيما في العمل الميداني، بما في ذلك منصبه الأخير كمنسق مقيم للأمم المتحدة ومنسق للشؤون الإنسانية في سوريا. يحمل السيد ريزا ماجستير في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية من جامعة جونز هوبكنز، بالإضافة إلى بكالوريوس في التاريخ والعلوم السياسية من جامعة مكغيل. هو باكستاني الجنسية ويتقن اللغات الإنجليزية، والفرنسية والأردية.

كيانات الأمم المتحدة المشاركة في هذه المبادرة

مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية

الأهداف التي ندعمها عبر هذه المبادرة