الاحتفال بنتائج البرنامج الأممي المشترك لتنمية القطاعات الإنتاجية في لبنان
١٦ أبريل ٢٠٢٤
- بيروت، 16 نيسان/أبريل 2024 – تم اليوم اختتام برنامج تنمية القطاعات الإنتاجية التابع للأمم المتحدة (المعروف بـPSDP) بنجاح في حفل ختامي، ما يشكّل مرحلة مهمة في ظل الجهود المشتركة للأمم المتحدة لجهة دعم تمكين لبنان اقتصادياً وتحقيق التنمية المستدامة. وقد سلّط الحفل الختامي الذي عُقِدَ في بيت الأمم المتحدة، الضوء على أبرز الإنجازات التي حقّقها هذا البرنامج، وهو مبادرة أممية مشتركة ساهمت في دعم القطاعَين الزراعي والصناعات الغذائية في لبنان.
حضر الحفل السيد جورج بوشيكيان، وزير الصناعة اللبناني، والسيد محمد أبو حيدر، مدير عام وزارة الاقتصاد والتجارة وممثل وزير الاقتصاد أمين سلام، والسيد سالم درويش، مستشار وممثل وزير الزراعة عباس حاج حسن، بالإضافة إلى السيدة ستيفاني ماكولوم، سفيرة كندا في لبنان، والسيد عمران ريزا، المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان. كما حضر الحفل ممثلون عن السلطات المحلية، والقطاع الخاص، وهيئات الأمم المتحدة، بالإضافة إلى ممثلين عن وسائل الإعلام.
وقد تولّى تنفيذ برنامج PSDPستّ هيئات أممية، وهي منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، ومنظّمة الأغذية والزراعة (الفاو)، وبرنامج الأمم المتّحدة الإنمائي، ومنظمة العمل الدولية، ومنظمة الأمم المتحدة للمرأة، ومنظمة اليونيسيف، وذلك بتمويل سخيّ من الحكومة الكندية. وقد ساعد برنامج PSDPعلى خلق فرص العمل وتمكين النساء وفئة الشباب تمكيناً إقتصادياً في قطاعَي الزراعة والصناعات الغذائية في لبنان.
في كلمته الافتتاحية، شدّد الوزير بوشيكيان على النجاح الذي حققه البرنامج لجهة دعم القطاعات الإنتاجية وتعزيز الابتكار والاستثمار في المناطق المُستهدفة، قائلاً: "إن اﻷﺛﺮ اﻟﺬي أﺣﺪﺛﮫ اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﯾﺘﺠﺎوز اﻟﻨﻤﻮ اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ، ﺣﯿﺚ ﺳﺎھﻢ ﻓﻲ ﺗﺤﺴﯿﻦ ﻣﺴﺘﻮﯾﺎت اﻟﻤﻌﯿﺸﺔ وﺗﻮﻓﯿﺮ ﻓﺮص ﻋﻤﻞ ﺟﺪﯾﺪة، ﻣﻤﺎ أدّى إﻟﻰ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﺳﺘﻘﺮار اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻗﺘﺼﺎدي ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎطﻖ اﻷﻛﺜﺮ ﺣﺎﺟﺔ". كما أشاد بوشيكيان بإنجازات "أكادیمیة لبنان للتصدیر"، التي تأسست ضمن فعاليات البرنامج "فقدّمت تدریبات مكثفة لرواد الأعمال والمزارعین، مما ساھم في تعزیز قدراتھم التصدیریة وفتح أسواق جدیدة أمام منتجاتھم."
أما السيد محمد أبو حيدر، فقال في كلمته الافتتاحية: "نجتمع اليوم للاحتفال بالاختتام الناجح لبرنامج تنمية القطاعات الإنتاجية، إدراكاً للدور المحوري للقطاع الزراعي وسط التحديات الاقتصادية. فمن خلال هذا البرنامج، عزّزنا خلق فرص العمل والأمن الغذائي، وضمنّا حصول الجميع على القوت والازدهار." ثم أضاف قائلاً: "بدعم فريق LEBTRADE ، حددنا أسواقا جديدة للمنتجات اللبنانية، ووضعنا خرائط طريق تجارية، وسهّلنا عمليات التصدير. وهذا يتماشى مع استراتيجيتنا لتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز ميزاننا التجاري"، مُجدّداً التزام الوزارة بتعزيز قدرة لبنان على الصمود في وجه التحديات، وتعزيز النمو والفرص للجميع.
من جهته، شَكَرَ السيد سالم درويش الحكومة الكندية والمنظمات الأممية على دعمها السّخي والمتواصل خلال فترة تنفيذ البرنامج، مشيداً بالدور الهام الذي أدّاه برنامج PSDP وأثره على المستفيدين والمستفيدات الذين أبدوا امتنانهم للوزارة لجهة المهارات المكتسبة وفرص إيصالهم بالتجار والأسواق الخارجية. وأشار درويش في معرض كلمته الافتتاحية إلى أنّ الوزارة تتطلّع دوماً إلى سدّ الثغرة الموجودة في تنفيذ المشاريع الزراعية من خلال تمويل الدول المانحة والمنظمات الدولية، مشيراً إلى أنّ "الوزارة ستعلن قريباً عن خطة عمل للأعوام المقبلة عن أولويات القطاع الزراعي والأمن الغذائي في لبنان."
من جهتها، قالت ماكولوم في كلمتها الافتتاحية: "إن برنامج تنمية القطاعات الإنتاجية دليلٌ على التزام كندا الثابت بتعزيز القطاعات الإنتاجية في لبنان وتعزيز الرفاه الاقتصادي، لا سيما للنساء المستضعفات العاملات في هذه القطاعات. فمن خلال الاستثمار في الناس، خصوصاً أولئك المقيمين في المناطق الريفية، وعبر إعطاء الأولوية للقطاعات الإنتاجية المستدامة ضمن الاقتصاد اللبناني، نكون نرسم مساراً لمستقبل أكثر ازدهاراً ومرونةً للجميع."
شَهِدَ الحفل توزيع جوائز تقديرية على 11 جهة شريكة في البرنامج، من بينها عدد من المستفيدين والمستفيدات حققوا نتائج متميّزة ضمن برنامج PSDP، تقديراً لمساهماتهم البارزة في تطوير ونموّ القطاعَين الزراعي والصناعات الغذائية في لبنان بصورة عامة، وإنجاح برنامج PSDP بصورة خاصة.
وركّز ريزا في كلمته الافتتاحية على أهمية هذا البرنامج نظراً لتنفيذه في الوقت المناسب في ظل ازدياد المخاوف بشأن الأمن الغذائي في لبنان والأزمة الاقتصادية المتصاعدة، مما يجعل الوصول إلى التمويل صعباً وعملية استيراد المواد الخام مكلفاً للغاية. "في أوقات الأزمات، تكون الحلول المستدامة أمراً بالغ الأهمية"، قال ريزا مُضيفاً أنّ "برنامج تنمية القطاعات الإنتاجية يجسّد قوة التعاون والابتكار في دعم النمو الاقتصادي وتمكين فئة الشباب والنساء في البلاد."
وقد تَضَمَّنَ الحفل أيضاً عرضاً موجزًا لأبرز نتائج برنامج PSDP وإنجازاته الرئيسية، كما تخلّل الحفل حلقة نقاش بمشاركة خمسة مستفيدين/ات من أنشطة البرنامج، حيث قدّموا خلالها بعض قصص النجاح والتغيير المُلهمة التي نتَجَت عن البرنامج.
وتَبِعَ الحفل الختامي المنعقد في بيت الأمم المتحدة (مقرّ الاسكوا-بيروت) افتتاح جناح البرنامج الأممي PSDP في معرض HORECA بحضور السيد جورج بوشيكيان، وزير الصناعة اللبناني وممثل رئيس حكومة تصريف الأعمال السيد نجيب ميقاتي، الذي أكّد في كلمته على أنّ "مشاركة برنامج تنمية القطاعات الإنتاجية في معرض HORECA إنما تشكل مثالاً مهماً للدعم المطلوب اليوم لقطاعاتنا الإنتاجية والقطاع الخاص والمزارعين." وبالتركيز على التزام الحكومة بمواصلة التعاون مع الأمم المتحدة ومختلف الشركاء في دعم مبادرات مماثلة في المستقبل، شكر الوزير بوشيكيان كندا على دعمها السخيّ للبرنامج من خلال "صندوق لبنان للتعافي"، آملاً مواصلة التعاون في المرحلة المقبلة.
وقد انضمّ إلى الوزير بوشيكيان في افتتاح المعرض، كلّ من السيد وليد نصّار، وزير السياحة اللبناني، والسفيرة الكندية ماكولوم، والمنسق المقيم للأمم المتحدة عمران ريزا. وللعلم، فقد ضمّ الجناح منتُجات لأكثر من 30 شركة ناشئة، ومؤسسة صغيرة ومتوسطة الحجم ومزارعاً/مزارعة، عرضوا فيه مجموعة واسعة من منتجاتهم الزراعية والصناعات الغذائية، بالإضافة إلى منتجات المونة والفواكه والخضروات.
إنّ اختتام برنامج تنمية القطاعات الإنتاجية بصورة ناجحة إنّما يشكّل أساساً قوياً لمواصلة التعاون وتعزيز الابتكار في سبيل دفع مسار التنمية المستدامة وتحقيق الازدهار في القطاعات الإنتاجية في لبنان، كما وسيمهّد الطريق لمبادرات مستقبلية ناجحة مماثلة.