قائدات التغيير – مايا ترو
مايا ترو، 34 عامًا، هي الشريكة المؤسِسَة والمديرة التنفيذية لجمعية "فود بليسد" للإغاثة من الجوع واستعادة الغذاء التي تسعى إلى توفير حلّ للجوع في لبنان.
بالنسبة لمايا ترو، إن عمل جمعيتها "فود بليسد" يعتمد بالكامل على المجتمع وعلى جهود المتطوعين والمتطوعات، والحال أن جوهر المبادرة يكمن في إعادة إحياء الرابط المفقود بين أبناء شعب لبنان. تؤمن أن العمل التطوعي قد شكّل شخصيتها على نحو كبير، على المستويين الشخصي والمهني. والحال انها تؤمن أنه وفي موازاة المحاولة المستمرة لجعل هذا العالم مكانًا أفضل لمجتمعها ولها، باتت شخصًا أفضل.
تتذكر مايا كيف بدأ كل شيء "صودف وجودي في المكان المناسب في الوقت المناسب وقررت الإنطلاق بأقصى قوتي! بدأ كل شيء في عام 2012. شاركت في ورشة عمل لمدة أسبوع حول المسؤولية الاجتماعية للشركات نظّمها قسم المسؤولية الإجتماعية لمجموعة "الأهلي القابضة". آنذاك، كنت أعمل كمساعدة بحوث واشتركت في ورشة العمل لأنها بدت فرصة جيدة لتوسيع معرفتي في هذا المجال. في نهاية ورشة العمل، جرى تقسيمنا إلى فرق وتم تحدّينا للتوصل إلى مشاريع اجتماعية تعالج مشكلة اجتماعية نختارها. تضمنت فكرة فريقي إيجاد حل مستدام وقابل للتطبيق للمشاكل المزدوجة المتعلقة بالجوع وهدر الطعام ففازت فكرتنا بالمركز الأول وبصراحة كان ذلك إشارة احتجتها على الأرجح أنا وفريقي، للمضي قدمًا في هذا المشروع. أعتقد أنه إذا لم نفُز آنذاك، ربما لم تكن لتولد منظمة فود بليسد."
تقول مايا إن الفقر وانعدام الأمن الغذائي كانا دائمًا من القضايا السائدة في لبنان. يُفقد أو يُهدر ثلث الطعام المنتج في لبنان يوميًا. لهذا الهدرعواقب اقتصادية وبيئية واجتماعية هائلة في حين توفر أيضًا فرصة لمعالجة انعدام الأمن الغذائي. كشفت أحدث التقديرات أن أكثر من 55٪ من سكان لبنان يعيشون في حالة فقر ويكافحون من أجل الحصول على الضروريات الأساسية. يُعد هذا العدد ضعف معدل العام الماضي تقريباً الذي كان 28٪. سجل الفقر المدقع زيادة بمقدار ثلاثة أضعاف من 8٪ في عام 2019 إلى 23٪ في عام 2020.
إن محاربة الظلم والعمل على تحسين حياة المجتمعات المحرومة والمهمشة ساعدت مايا على أن تدرك في وقت مبكر من حياتها أننا طوال هذا الوقت كنا نسأل أنفسنا الأسئلة الخاطئة. بدلاً من سؤال أطفالنا عما يريدون "أن يصحبوا عليه" عندما يكبرون، يجب أن نسألهم "ماذا يريدون فعله" عندما يكبرون!
تضيف مايا،"على المدى الطويل، أسعى جاهدة لإحداث نقلة ثقافية بدفع من الاستهلاك الواعي. عندما يدرك الناس قيمة الطعام ويقدرونه، عندها فحسب سيتوقفون عن إهداره ويبدأون في مشاركته.
غيّر [الفيلم] "مولان" نظرتي للنوع الاجتماعي منذ الصغر. ربما تكون "مولان" فتاة صغيرة في الصين القديمة، لكن بالنسبة ليّ، إنها نموذج يحتذى لأنها تحدّت الصور النمطية الثقافية والقائمة على النوع الاجتماعي وقدمت مساهمة لبلادها، وكانت شجاعة، فضلاً عن تمكين جيل كامل من الفتيات لمتابعة مسيرتها، بما في ذلك أنا. في رأيي، لم تكن رجلاً ولا امرأة، في المعنى الضيق بل كانت من البشر.
في نهاية المطاف، أعتقد أن أفضل شيء يمكن أن نفعله أو نكونه هو أن نتطلّع إلى أن نكون ناساً أفضل، لا رجالاً أفضل مما نحن عليه أو نساءً أفضل، وإنما ناساً أفضل فحسب".
مايا ترو، 34 عامًا، هي الشريكة المؤسِسَة والمديرة التنفيذية لجمعية "فود بليسد" للإغاثة من الجوع واستعادة الغذاء التي تسعى إلى توفير حلّ للجوع إلى جانب معالجة مشكلة هدر الطعام المتزايدة في لبنان. على مدى السنوات الثماني الماضية، وزّعت الجمعية 1,350,200 وجبة ساخنة، و25,000 حصة غذائية، وانقذت 1,000,000 طن من الطعام المهدور وتبرعت به، وانخرط في الجمعية أكثر من 3800 شخص من أفراد المجتمع. في أعقاب انفجار مرفأ بيروت، أعدّ متطوعو الجمعية 100,000 وجبة ساخنة و3238 حصة غذائية للعائلات المتضررة من الانفجار بالإضافة إلى العائلات المحتاجة في جميع أنحاء لبنان. عام 2019، إختار "مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية"، مايا، كواحدة من أفضل 24 "امرأة تعمل في المجال الإنساني في العالم" في اليوم العالمي للعمل الإنساني.
العودة إلى الصفحة الرئيسية