خبراء أمميون في بيروت يشاركون في "منتدى المنظمات غير الحكوميّة الافتراضي" للجامعة الأميركية في بيروت وجامعة القديس يوسف
تم تنظيم منتدى افتراضي للمنظمات غير الحكومية من قبل الجامعة الأميركية في بيروت وجامعة القديس يوسف ومركز الإعلام حول دور الشباب في الاستجابة لانفجار بيروت.
على مدار يومين متتاليين، شارك حوالي 70 شابًا وشابةً من جامعات ومنظّمات غير حكومية في لبنان في حوار افتراضي مفعم بالحيوية، يدور حول دور الشباب ومنظّمات المجتمع المدني والمجتمعات المتضرّرة في التعبئة وفي عمليّة توزيع المساعدات الطارئة بعد الانفجار المميت الذي هزّ مرفأ بيروت، في 4 آب/أغسطس 2020.
دار هذا الحوار خلال "منتدى المنظمات غير الحكوميّة الافتراضي" الذي نظّمته الجامعة الأمريكية في بيروت (AUB)، بالتعاون مع جامعة القديس يوسف (USJ)، ومركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت (UNIC)، والذّي استمرّ طوال يومين. تعاون مركز الأمم المتحدة للإعلام مع الجامعة الأمريكية وجامعة القديس يوسف على مدى 6 سنوات، بهدف تنظيم هذا المنتدى السنوي، والذي جرى افتراضيّاً هذا العام بسبب جائحة كوفيد19.
في 4 آب/أغسطس 2020، انفجرت كميّة كبيرة من نترات الأمونيوم المخزّنة في مرفأ العاصمة اللّبنانيّة، بيروت، ممّا تسبّب في مقتل 215 شخصًا على الأقلّ، وإصابة 7500 بجروح، وتشريد حوالي 300 ألف شخص. كما وخلّف الحادث خسائر هائلة وأضرار فادحة في الممتلكات قد تصل إلى 15 مليار دولار.
خبراء في إعادة الإعمار، والإيواء، وسبل العيش، والصحة العقليّة، والدعم النفسي والاجتماعي، والمساعدة الإنسانية، والتنسيق من الأمم المتحدة ومنظّمات أخرى شاركوا الشباب بخبراتهم في مجال الاستجابة السريعة، والتنسيق، والبرمجة، والممارسات الإنسانية. كما وقدّموا لهم، فرصةً للتعرّف على مختلف قطاعات التدخّل، وعلى نطاق عمل المنظّمات، وساعدوهم على اكشاف فرصٍ للتطوّع والتدريب.
لفتت مديرة مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت، مارغو الحلو، إلى أنّها ممتنّة للغاية لاستئناف الجامعة الأميركية في بيروت وجامعة القديس يوسف هذا المنتدى، ولو افتراضيّاً، لأنّه يزوّد الشباب بفرص لخدمة مجتمعاتهم. وأشادت باستجابة الشباب المجتمعيّة والمتميّزة عقب الانفجار الذي أظهر مدى التضامن والتعاطف بين الأفراد.
أمّا مدير مركز الالتزام المدني وخدمة المجتمع (CCECS) في الجامعة الأميركية في بيروت، ربيع شبلي، فقد علّق على الحدث قائلاً: "هدفنا هو تسليط الضوء على الدور الحيويّ الذي لعبته جامعاتنا، بالإضافة إلى دور المجتمع المدني، ودور المجتمعات المتضرّرة في الاستجابة لهذه الأزمة المؤسفة للغاية وغير المسبوقة والخاصة". وشكر شبلي القادة من الجامعتين، واصفاً إيّاهم بـ "أبطال حقيقيين" تمكّنوا من مواجهة التحديات الأكثر إلحاحًا في المجتمع.
من جهّتها، اعتبرت مديرة التطوّع والتواصل في الجامعة الاميركية في بيروت لينا ابو فراج: "بعد المناقشات الشاملة التي جرت على مدار اليومين الماضيين، يضحى التعاون ضروريّاً لتوسيع شبكاتنا ولإشراك الشباب في عمليّة التعافي الطويلة التي تزداد الحاجة إليها يوماً بعد يوم، وبالتالي، لتمكين الشباب لكي يصبحوا صانعي التغيير في المستقبل، ضمن نطاق عملهم".
بدورها، أشارت نائب مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) هيلينا مازارو: "مباشرة بعد الانفجارات التي شهدتها بيروت، أدّت التعبئة الهائلة -التي قام بها كلّ من المجتمع المدني اللبناني والأفراد والعدد الهائل من المتطوعين الشباب- إلى تدفّق المساعدات الضروريّة للسكّان المتضرّرين، ممّا شكّل تعبيراً استثنائيّاً عن حجم التضامن مع اللّبنانيين في جميع أنحاء البلاد وخارجها".
وفي السياق عينه، أعربت المسؤولة الوطنية في منظمة الصحة العالمية، إدوينا الزغبي، عن سعادتها بالمشاركة في هذا الحدث ومشاركة تجربة المنظمة في مجال الصحّة النفسيّة، والدعم النفسي والاجتماعي، ومعرفة المزيد عن المبادرات التي يقوم بها الشركاء بعد تفجير مرفأ بيروت. وأضافت: "لقد أغنى التفاعل مع الشباب هذا النقاش وكشف عن إمكانيتهم تنسيق الاستجابة للأزمات بشكل وثيق وإحداث تغيير فعليّ".
وشاركت أيضًا في إحدى المناقشات، منسّقة برنامج مبادرة "لبيروت" في اليونسكو، كيارا دزي برديسكي، التي قالت: "تُظهر بيروت بوضوح لماذا يجب اعتبار المدن بمثابة "بناء ثقافي"، وذلك لارتباط الهياكل المشيّدة والمساحات الحضرية المفتوحة ارتباطًا وثيقًا بالنسيج الاجتماعي. فإنّ الدور الأساسي الي تلعبه الثقافة في كسب سبل العبش، واستعادة النسيج الاجتماعي، وإعادة إعمار بيروت أصبح واضحاً، في حال كانت جهود التعافي وإعادة الإعمار تهدف فعلاً إلى بناء مجتمع شامل، مرن ومستدام."
أخيراً، ركّزت مسؤولة دعم المشروع في برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، ليدي حبشي، في مداخلتها على أهميّة تأهيل وإحياء المناطق الحضرية التي تضرّرت جرّاء انفجار بيروت.