أليسار تساهم في الحد من انتشار الكوليرا بدعم من الأمم المتحدة في لبنان
إليكم قصّة هذه الشابة اللبنانية أليسار التي تساهم في الحد من انتشار الكوليرا في لبنان بدعمٍ من الأمم المتحدة في لبنان.
منذ تخرّجها، انضمّت أليسار، وهي ممرضة بالغة من العمر 22 عاماً، إلى الخطوط الأمامية من العاملين والعاملات في المجال الصّحي الذين/اللواتي جابهوا/ن انتشار وباء كورونا خلال السنوات الماضية ووباء الكوليرا اليوم، وهما أبرز الإنتشارات الفيروسية التي شهدها لبنان خلال السنوات الماضية والتي أرهقت قطاعه الصّحي. برفقة ممرضين/ات آخرين/ات واطباء وطبيبات ومتخصصين ومتخصصات في الأمراض المعدية في مركز علاج الإسهال في مستشفى طرابلس الحكومي، تساهم أليسار اليوم في الحد من انتشار الكوليرا في شمال لبنان خلال الشهر الثاني من تفشي الكوليرا في البلد. وتقول أليسار : "أعتقد أن بإمكان الأزمات الصّحيّة أن تكون فرصاً للنمو الشّخصي وتعزيز معرفة العاملين والعاملات في المجال الصّحّي، وسأكون دائماً فخورة لكوني عملت في القطاع الصّحي خلال هذه المرحلة".
لطالما حرصت أليسار على تطوير خبرتها الفنّيّة في التّمريض من أجل بناء مستقبل مهني ناجح، لكنها وقعت في حب هذا المجال مع تعمّقها به أكثر. "اخترت مجال التّمريض في الأساس كي أحقّق حلم والدتي الذي لم يتحقّق. لكن اهتمامي الخاص بالتمريض تطوّر أثناء ممارستي لهذه المهنة واستكشافي لجسم الإنسان. لذلك، كنت أذهب إلى التدريب بحماسة وتطلّعٍ كبير للأشياء الجديدة التي سأتعلّمها في كلّ يوم".
في الخطوط الأمامية لمواجهة كورونا
قبل تخرّجها من الجامعة، كان هاجس أليسار الأكبر عدم حصولها على فرصة عمل إذ لم يكن لديها الخبرة اللازمة. لكن تخرّجها عام 2020 وسط انتشار جائحة كورونا منحها الفرصة للانضمام إلى الخطوط الأمامية من العاملين والعاملات في مجال الرعاية الصّحيّة والمساهمة في الحد من انتشار الوباء.
تقول أليسار: "عندما تخرّجت، كنت خجولة ولم أعرف كيف أتعامل مع المواقف الصّعبة كما أتعامل معها اليوم. لكن بعد أن شهدت العديد من الوفيات والحوادث المروعة أصبحت أكثر قوّة وأقل خجلاً وخوفاً".
الإنضمام إلى استجابة الكوليرا
اختيرت أليسار، وهي ممرضة متخصصة في دعم وحدات العناية المركزة وأقسام القلب والأوعية الدموية، مع ممرضات وممرضين آخريات/ين للالتحاق بالفريق المتخصّص لمكافحة الكوليرا في شمال لبنان بعد أن نجحت في إمتحان فني حول تخصصها. وتقول: "عرفت ان منظّمة الصّحّة العالمية في لبنان بالتعاون مع وزارة الصّحّة كانتا تبحثان عن ممرضات للإنضمام إلى فريقهم في مستشفى طرابلس الحكومي من اجل العمل على مكافحة الكوليرا، لذلك قررت التّقديم وكان أدائي جيداً جداً في الإمتحان".
بهدف تزويد رؤية شاملة حول الاستجابة لتفشي الكوليرا ومن أجل تحسين الوقاية والجهوزية وإدارة حالات الكوليرا، تعاونت الأمم المتّحدة في لبنان من خلال منظّمة الصّحّة العالمية مع وزارة الصّحّة العامّة من أجل التشارك في إدارة الإستجابة لتفشي الكوليرا. عبر هذا المشروع، توزّع وتدرّب منظّمة الصّحّة العالمية ووزارة الصّحّة العامة فرق متعددة التخصصات في مشافٍ محدّدة في شمال لبنان وتشمل مسشتفى المنية الحكومي، مستشفى طرابلس الحكومي، مستشفى ببنين الميداني، ومستشفى حلبا الحكومي.
كما توفّر الأمم المتّحدة في لبنان من خلال منظّمة الصّحّة العالمية الدّعم التقني والمالي للفرق التي تعمل على الإستجابة لتتأكّد من دقّة إدخال المرضى إلى المستشفى وتوفير إدارة الحالة ذات الجودة والتأكد من أن الفريق المعالج واثق من تقديم الرعاية المناسبة وطاقم الرعاية الصحية ومقدمي الرعاية للمرضى يحصلون على الحماية المناسبة.
وكفردٍ من أفراد الفريق متعدد التخصّصات في مستشفى طرابلس الحكومي، تلقّت أليسار تدريباً من أجل منح الرعاية السريرية عالية الجودة والملائمة لحاجات المرضى المصابين بالكوليرا في مركز علاج الإسهال وهو أحد المراكز الإثني عشر في المناطق المتأثّرة بتفّشي الكوليرا. "إن مواجهة الأزمات تتطلّب الانضباط والالتزام بالإرشادات الصّحيّة وأنا سعيدة لكوني أتلقّى هذه المعرفة الهامّة من منظّمة الصّحّة العالمية ووزارة الصّحّة العامّة لأنّ هذه المعرفة تؤكد لي أنني أعرف ما يجب فعله لإنقاذ حياة الناس مع الحفاظ على سلامتهم".
بالإضافة إلى تزويد فريق الرعاية الصحية بالمعرفة اللازمة، تمنح الأمم المتّحدة في لبنان المعدات والأدوات اللازمة في مراكز علاج الإسهال لضمان استجابة فعالة للكوليرا. "المركز مزوّد بشكل جيد جداً فلدي كل ما أحتاجه لأقوم بوظيفتي بأفضل طريقة ممكنة"، تقول أليسار.
بشغفها وعملها الجاد، تلعب أليسار دوراً مهمّاً في مساعدة الأشخاص الذين يواجهون أزمات صحّيّة على الرّغم من صغر سنّها. "كوني ممرّضة علّمني أن أفعل ما بوسعي لأساعد الناس وأن أتقبّل حقيقة أن الموت قد يخطفهم من دون سابق إنذار".