آحدث المستجدات
بيان صحفي
١٨ ديسمبر ٢٠٢٥
وزارة الدولة لشؤون التنمية الإدارية تنظّم ورشة عمل وطنية حول التحول الرقمي في لبنان بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع
لمعرفة المزيد
قصة
١٦ ديسمبر ٢٠٢٥
الأمم المتحدة في عيون الشباب: الاحتفاء بثمانين عاماً من العمل الأممي في لبنان من خلال أصوات الشباب
لمعرفة المزيد
قصة
١٥ ديسمبر ٢٠٢٥
التعليم من أجل العدالة: مقرر إلكتروني حول المفقودين والمخفيين قسرًا من منظور جندري لتعزيز ثقافة عدم التكرار
لمعرفة المزيد
آحدث المستجدات
أهداف التنمية المستدامة في لبنان
إن أهداف التنمية المستدامة هي دعوة عالمية للعمل معًا من أجل القضاء على الفقر، وحماية بيئة الأرض ومناخها، وضمان تمتع الناس في كل مكان بالسلام والازدهار. تجدون أدناه الأهداف التي تعمل الأمم المتحدة عليها في لبنان:
منشور
١٣ نوفمبر ٢٠٢٥
المساعدات للبنان: تتبُّع المساعدات التنموية التي يتلقاها لبنان
تعمل الأمم المتحدة مع شركائها المانحين والشركاء المحليين والدوليين المعنيين بالتنفيذ في لبنان، وذلك بغية تزويد الحكومة اللبنانية بمعلومات فورية وشفافة حول تدفُّق المساعدات الواردة إلى لبنان. وتشمل هذه المساعدات المقدمة في المجال التنموي والإنساني وبناء السلام وغيرها، دعماً للبنان. ومنذ عام 2016، جمعت الأمم المتحدة تقارير عن تدفقات التمويل من الجهات المانحة إلى المؤسسات الوطنية ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والصناديق الخاصة بلبنان والجهات الفاعلة وغيرها من الشركاء، بما في ذلك القطاع الخاص.ويتم ذلك من خلال تقارير تراكمية مُحدَّثة فصلياً حول الأموال المُتاحة المُبلَّغ عنها (المصروفة والمنقولة من السنوات الفائتة) بالإضافة إلى الالتزامات المستقبلية أو المتوقعة للبنان في هذا المضمار. تقدّم هذه التقارير المُحدَّثة والفصلية نظرة عامة عن الدعم المُقدَّم من المانحين للبنان بالإضافة إلى الأموال المُقدّمة في إطار خطة الاستجابة للبنان، والنداء العاجل للبنان.اطلعوا على آخر تحديث للمنح المخصصة والالتزامات المستقبلية المبلغ عنها ضمن نتائج تتبُّع المساعدات حتى 30 أيلول/سبتمبر 2025.أنقروا على الروابط أدناه لعرض التقارير السنوية والفصلية للأعوام السابقة 2017، 2018، 2019، 2020، 2021، 2022، 2023 و2024.
1 / 5
قصة
٠٢ سبتمبر ٢٠٢٥
بدعم الأمم المتحدة وتمكين ذاتي: شابات لبنان يُعدن صياغة مفهوم القيادة
عندما كان يرتفع صوت أحدهم في غرفة يحتدم فيها النقاش ، كان ردّ فعل ريم حرزالله الفوري هو المغادرة. فقد اعتادت الطالبة على تجنّب الخلافات، مقتنعةً بأنّها يجب أن تلتزم الصمت بينما يسيطر الآخرون على الحوار.تقول ريم بهدوء: "كنت أعتقد أنّه ليس لي دور عندما يشتدّ النقاش. كنت أظن أن القيادة حكرٌ على مَن يملك صوتاً أعلى من صوتي". اليوم، ريم هي مَن تدير تلك الحوارات: "أصبحتُ أعرف كيف أقود النقاش. وأدركتُ الدور الذي يمكن لنا نحن الشابات أن نلعبه في خلق المساحات التي ننتمي إليها".رحلة ريم من مرحلة الصمت إلى التعبير عن صوتها وآرائها ليست قصتها وحدها؛ فهي تعكس تحوّلاً أوسع تشهده أربع جامعات كبرى في لبنان: الجامعة اللبنانية وجامعة القديس يوسف في بيروت وجامعة بيروت العربية والجامعة الأميركية في بيروت. ضمن إطار المشروع الأممي بعنوان "مشاركة النساء في القيادة"، أصبحت الحرم الجامعية مساحات ملائمة للحوار، والتدريب على القيادة، والمشاركة الشاملة، مما يمكّن الشابات على شقّ طريقهنّ إلى مواقع يكتسب فيها صوتهن قيمة حقيقية. إيجاد الثقةينضج شباب وشابات لبنان في ظل أزمات اقتصادية وسياسية وصراعات متكررة تلمّ بالبلاد. لكن الحواجز التي تواجه الشابات تظل أكبر حين يتعلق الأمر بأدوار قيادية.لمواجهة هذه التحديات، تعاونت منظمات الأمم المتحدة في لبنان، عبر هيئة الأمم المتحدة للمرأة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مع أربع جامعات لبنانية لإنشاء مساحات آمنةوشاملة تُتيح للطلاب ممارسة القيادة المدنية. شاركت نحو 250 شابة في ورش عمل ومشاريع مجتمعية، لم تكتسب من خلالها المهارات فحسب، بل أيضًا الشجاعة للانخراط والمبادرة.في الجامعة الأميركية في بيروت، تستذكر دانا الهاشم عامها الأول قائلة: "لم أكن أعلم ماذا ينتظرني، وكنت أشعر بالضياع التام." بعد مشاركتها في البرنامج المدعوم من الأمم المتحدة، بدأت دانا بالتعبير عن رأيها في الحرم الجامعي وراحت تنظم الفعاليات، وتوجّه زميلاتها. وتضيف قائلةً: "الآن أحب مساعدة الطالبات الأصغر سناً اللواتي يَمرّرنَ بما مرَرتُ به، سواء في الدراسة أو الأندية أو الحياة الطالبية". قُدوات تُلهم التغيير بالنسبة للكثيرات، جاءت نقطة التحول في حياتهنّ عندما التقَينَ نساء قائدات يشبِهنَهنَّ.تقول ليوني لاواندوس: " تغيّركل شيء عندما شاركتُ في جلسة حوارٍنظمتها الأمم المتحدة، بحضور ومشاركة نائبات من لبنان حول المشاركة السياسية للنساء. لم يكتفينَ بتحدّي النظام السياسي والاجتماعي القائم، بل فرَضنَ وجودَهنَّ في صلب هذا النظام. فقد أظهَرنَ لنا أننا لا نحتاج إلى إذنٍ، فنحن ننتمي إلى طاولة النقاش كمواطنات متساويات." أما جنى خير الدين، فقد ألهمتها النائب حليمة قعقور عند مشاهدتها تتحدث في إحدى جلسات البرلمان اللبناني، قائلةً: "لدينا الحق في أن يُسمع صوتنا، ليس فقط في القضايا المتعلقة بالنوع الاجتماعي والمساواة بين الجنسين، بل في كافة القضايا الحيوية. فنحن في مقام الرجال وكل الجالسين على تلك الطاولة، ونستحق الاحترام." مساحة آمنة في زمن الأزمات في ظلّ أزمات لبنان المتتالية، وجدت نُهاد حاج، من الجامعة اللبنانية، ملجأها في التمارين المسرحية الخاصة بتعزيز القيادة الفردية التي نفّذتها جمعية "أوند" بالتعاون مع الأمم المتحدة. تقول نُهاد: "في كل لحظة عملنا سوياً، كنتُ أشعر أنّ شيئاً ما يتغيّر بداخلي". "لقد أنشأنا مساحة آمنة خالية منا الأحكام المُسبقة، حيث يتمتع كل شخص بحقّ التعبير عن رأيه."لقد كشفت تلك المشاهد المسرحية الارتجالية عن قدرتها على التعبير عن الحقيقة والإصغاء بعمق. وأصبح ذلك المسرح بالنسبة لنُهاد منصّة لانطلاق ورشاتها الخاصة بسَرد القِصَص، حيث تتحول المعاناة إلى قوة صمود جماعية. وفي جامعة القديس يوسف، رأت هلا دلول في هذه اللقاءات مساحة تتجاوز حدود الصفوف الجامعية، قائلة: "رغم كل التحديات، لم نُفَوِّت جلسة واحدة. لقد أصبحت مساحتنا الآمنة، حيثُ كَبِرنا ليس فقط كطالبات، بل كصانعات تغيير." من التعرّف إلى الأفعالما إن انتهت الجلسات التدريبية، حتى تحوّل ما تعلّمه الطلاب إلى مبادرات حيّة تنبض على أرض الواقع. ففي جامعة بيروت العربية، قادت ديانا حامو وزميلاتها حملات بيئية لنشر الممارسات الصديقة للبيئة، قائلة: "كانت هذه طريقتنا الخاصة لنُحدث فرقاً ونساهم في قضية حيوية تهم الجميع."وفي الوقت نفسه، اختارت طالبات أخريات، مثل سارة يونس، أن يفتحْنَ أبواب المشاركة الديمقراطية في حرم الجامعة من خلال دعم الانتخابات الطلابية وتعزيز الحوار السياسي.وهكذا تحوّلت كل مبادرة أطلقنها – سواء في مجال البيئة، أو المساواة، أو الحياة المدنية –إلى فعل تمكيني بذاته، ودليل حيّ على أن الشابات لا ينتظرن دعوة لتولي أدوار قيادية، بل يَصنعنها بأنفسهن. إعادة تعريف القيادةإنّ ما يجمع هذه القصص الفردية هو إعادة النظر بمفهوم القيادة نفسها. فبالنسبة لهؤلاء الطالبات، القيادة لم تَعُد مرتبطة بالهَرمية أو فرض الآراء بالصوت المرتفع ، بل تعني الشمول، والشجاعة، وصناعة مساحات يشارك فيها الآخرون في القيادة أيضا.ً في بلد لا تشغل فيه النساء سوى أقل من 7% من مقاعد البرلمان وغالباً ما يتم تهميش أصوات الشباب، قد تبدو هذه التغيّرات بسيطة، لكنها تحمل أثراً عميقاً . فهي تبشّر بنمط مدني جديد، حيث لا تقتصر أدوار الشابات على حضورهنَّ فحسب، بل يمتد ليشمل صياغة المسار ورسم ملامحه.كما تقول جنى: "اليوم، عندما أتكلّم، لم أعد أتساءل إن كنت أنتمي إلى المكان. أعلم تماما أنني أنتمي إليه، وسأبقي هذا المجال مفتوحاً لغيري أيضاً، كي تبقى ّ أصوات النساء مسموعَة ومُحترَمة في جميع القضايا." تُنفّذ هذه المبادرات من قبل هيئة الأمم المتحدة للمرأة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بدعم من حكومة كندا، وبالشراكة الوثيقة مع عدد من الجهات المحلية.إنّ قصص هؤلاء الشابات ما كان لها أن تتحقق لولا الدعم السخي من حكومة كندا، التي تُعَدّ من أبرز الجهات المانحة للبنان. فمنذ عام 2016، قدّمت كندا ما يقارب 540 مليون دولار أميركي للبنان، دعمت من خلالها مجالات حيوية كالحماية والمساواة بين الجنسين والاستقرار الاجتماعي والأمن الغذائي والصحة، وغيرها. كما تُعدّ كندا من أبرز الداعمين لآليات التمويل المشتركة، من خلال مساهماتها في كلٍّ من الصندوق الإنساني للبنان (LHF) وصندوق التعافي للبنان(LRF) . لمزيد من التفاصيل حول المساعدات الدولية للبنان، يمكن الاطلاع على تقارير تتبّع المساعدات على الرابط التالي:https://lebanon.un.org/en/110415-aid-lebanon-tracking-development-aid-received-lebanon ** تم إعداد هذه القصة بشكل مشترك من السيدة رولا راشد (هيئة الأمم المتحدة للمرأة)، والسيدة مريم سويد (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي)، والسيدة نادين أبي زيد ضو (مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة/مركز الأمم المتحدة للإعلام – بيروت). أما الفيديو المرفق فقد أنتَجَه السيد جورج روكز، وهو مصوّر متعاقد مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة.
1 / 5
قصة
٢١ أكتوبر ٢٠٢٥
تمكين الصحافيين والصحافيات في لبنان تعزيزاً لنزاهة المعلومات ودعم الإصلاح في لبنان
نظّمت الأمم المتحدة في لبنان بالتعاون مع مؤسسة مهارات، وهي منظمة غير حكومية تقودها نساء وتُعنى بالدفاع عن حرية التعبير، ورشة عمل بهدف إعداد مضمون حملة رقمية حول نزاهة المعلومات باعتبارها ركيزة أساسية لمسار الإصلاح في لبنان.وتأتي هذه الحملة استكمالاً لحملة #نزاهة_المعلومات السابقة التي حملت شعار "المعلومة حقّ، والنزاهة مسؤولية". وقد هدفت الورشة إلى تسليط الضوء على الدور المحوري الذي يؤدّيه الصحافيون والصحافيات في تعزيز الشفافية، ومواجهة المعلومات المضلّلة، وتمكين المواطنين من إخضاع المؤسسات العامة للمساءلة.وسيتم إطلاق هذه الحملة خلال الأسبوع العالمي للدراية الإعلامية والمعلوماتية ( الموافق في 24 – 31 تشرين الأول/أكتوبر)، حيث تشمل مقاطع فيديو قصيرة من إعداد الصحافيات والصحافيين المشاركين في الورشة، تهدف إلى تعزيز وعي الناس في مختلف سُبُل مواجهة الشائعات التي تُحرّف مسار الإصلاح، وتعزيز المساءلة واستخدام الآليات المُتاحة للحصول على المعلومات والمطالبة بالشفافية. هذا بالإضافة إلى تعزيز الثقة بالمؤسسات العامة وبمسار الإصلاح، إلى جانب تشجيع الدراية الإعلامية عبر تمكين الأفراد من تحليل مصادر المعلومات بشكل نقدي واستخدام المحتوى بمسؤولية.وقد جمعت الورشة بعنوان "تعزيز دور الإعلام في مسار الإصلاح في لبنان"، صحافيين وصحافيات من مختلف الجهات الإعلامية مع ممثلين عن القطاع العام وأكاديميين وخبراء إعلاميين، بغية مناقشة دور الإعلام في لبنان كقوة دافعة لضمان المساءلة والإصلاح. وخلال الجلسة الأولى، قدّمت مؤسسة مهارات عرضاً مجملاً حول مشهد الإصلاحات في مختلف القطاعات في لبنان، تلاه عرض شهادات حيّة من صحافيين وصحافيات حول التحديات التي يواجهونها في الحصول على المعلومات والتحقق منها لدى تغطيتهم مواضيع تُعنى بالإصلاح. أما الجلسة الثانية، فقد ركزت على تعزيز الشفافية والمساءلة من خلال انخراط الإعلام في مسار الإصلاح. وقد تضمّنت الجلسة حلقة نقاش جمعت ممثلين عن مؤسسات حكومية وجامعات ووسائل إعلام مستقلة، لمناقشة دور الصحافة في متابعة تنفيذ الإصلاحات، وتحديد الثغرات النظامية، واقتراح حلول عملية لتعزيز التعاون بين الدولة ووسائل الإعلام. وقد شارك في الجلسة كل من الدكتور جورج صدقة، العميد السابق لكلية الإعلام في الجامعة اللبنانية، والسيدة لمياء المبيض، رئيسة معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي، والدكتورة إيمان عليوان، رئيسة قسم الإعلام في جامعة بيروت العربية، والصحافي الاستقصائي إدمون ساسين. وفي الجزء العملي من الورشة، عمل المشاركون والمشاركات بصورة جماعية على تحديد الرسائل الأساسية والمحاور الرئيسية للحملة الرقمية المقبلة، مؤكدين أنّ المعلومات الموثوقة تشكل أساس أي إصلاح فعّال ولتعزيز ثقة المواطنين بالدولة.وفي معرض كلمتها الافتتاحية لورشة العمل، قالت القائمة بأعمال مكتب مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت، السيدة سينثيا درّوس: "الإعلام الذي ينقل معلومات دقيقة وموثوقة ومستندة إلى الأدلة، يساهم في تشكيل رأي عام مستنير ويخلق ضغطاً إيجابياً يدفع بعملية الإصلاح إلى الأمام." وأضافت: "إنّ نزاهة المعلومات ليست تفصيلاً بسيطاً، بل تشكل ركيزة الحق في المعرفة. فهي تحصّن المجتمع من الشائعات والمعلومات المضلّلة، وتحمي المساءلة من وسائل التشويه." ومن جهته، قال السيد حسين الشريف من مؤسسة مهارات: "في مهارات، نؤمن بأن المعلومة الدقيقة هي أساس المساءلة. فالصحافة المستقلة المستندة إلى الأدلة تربط بين المواطنين والمؤسسات، وتحوّل الخطاب العام من التذمّر إلى المشاركة، ومن الشائعة إلى الفهم والدراية. إنّ شراكتنا مع الأمم المتحدة تستند إلى التزام مشترك بتعزيز نزاهة المعلومات، وتمكين المواطنين عبر التربية الإعلامية، واستعادة الثقة في مسار الإصلاح. عُقدت ورشة العمل في فندق الموفنبيك في بيروت بمشاركة حوالي عشرين صحافياً وصحافية من مؤسسات إعلامية محلية مختلفة.
1 / 5
قصة
٢١ مايو ٢٠٢٥
إطلالة على عالم الدبلوماسية: كيف أشعلت زيارة إلى بيت الأمم المتحدة الأمل والزّخم في نفوس القادة الشباب في لبنان
في صباحٍ مُشرِق من يوم 13 أيار/مايو 2025، امتلأت أجواء بيت الأمم المتحدة في بيروت بالطاقة والإيجابية، ليس بسبب مفاوضات سياسية أو مؤتمرات صحفية، بل بفضل أحاديث ونقاشات لقرابة 80 طالباً وطالبة في المرحلة الثانوية من التعليم، كل واحد منهم دبلوماسي ناشئ، مفكّر، أو قائد مستقبلي. وقد توافد الطلاب من مدراس مختلفة من ثلاث مناطق جغرافية مختلفة وهي مدرسة رفيق الحريري الثانوية في صيدا، ومدرسة برمانا العالية في المتن، ومدرسة القلبين الأقدسين كفرحباب في كسروان. وعلى الرغم من تنوّعهم، إلا أنّ هدفاً مشتركاً قد جمعهم ألا وهو: اختبار الدبلوماسية على أرض الواقع.نظّم هذه الزيارة مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان، بالتعاون مع مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت، ومكتب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان. ولم تكن هذه الزيارة مجرد رحلة مدرسية، بل بالأحرى رحلة إلى صلب التعاون الدولي والقيادة الدولية، حيث أُتيحَت لهم فرصة التجوال في أروِقة قاعات الاجتماعات حيث يتم التداول في قضايا السلام والعدالة والتنمية ذات الصلة بلبنان والمنطقة العربية."هذا المكان أصبح مكانكم الآن... كونوا فضوليين... إطرحوا الأسئلة... وعبّروا عن آرائكم قدر الإمكان!"، قالت السيدة نادين ضو، مسؤولة إعلامية في مكتب المنسق المقيم ومكتب الأمم المتحدة للإعلام في بيروت، في كلمتها الترحيبية. ولم يحتج الطلاب إلى مزيد من التشجيع. الفضول يَستَحوِذ على قاعة المؤتمرات الرئيسية في بيت الأمم المتحدةفي جلسة تعارف وتحاور مع السيد عمران ريزا، نائب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة، والمنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان، أظهر الطلاب حماساً وفضولاً ملحوظَين. أكثر من 20 يداً ارتفعت لطرح الأسئلة على السيد ريزا، تعكس جميعها فهماً عميقاً واطّلاعاً واسعاً بالواقع اللبناني المعقّد والقضايا العالمية، في حين تعكس أيضاً مخاوفهم وتطلّعاتهم لمستقبل واعد للبنان. قالت ميساء، 17 عاماً، من مدرسة القلبين الأقدسين كفرحباب: "ما أثار إعجابي هو مدى شفافية وبساطة السيد ريزا. لم يُجمّل أو يُلطّف التحديات المواجَهَة، سواء تلك المتعلقة بالأزمة الإنسانية نتيجة الحرب التي اندلعت العام الفائت في جنوب لبنان أو تلك الخاصة بنقص التمويل، لكنه شدّد في مداخلاته على الأمل الذي يحدوه بالبلاد والعمل الأممي الدّؤوب. كان ذلك مؤثراً."هذا وقد شارك ريزا الطلاب تجربته الشخصية والمهنية مع منظومة الأمم المتحدة على مدار السنوات، مشدداً على أهمية التعاطف، والمرونة، والنزاهة في القيادة. كما تحدّث بصراحة وإسهاب عن التحديات الإنسانية الناتجة عن الأعمال العدائية الأخيرة في جنوب لبنان، وكيف عملت الأمم المتحدة في ظروف استثنائية لتقديم المساعدة للمتضرّرين، والالتزام بالقانون الإنساني الدولي.وفي تغريدة له عقب انعقاد الزيارة، كتب ريزا على منصّة أكس: "ألهمني طلاب نموذج الأمم المتحدة بطاقتهم وفضولهم وإصرارهم اليوم في زيارتهم لبيت الأمم المتحدة في بيروت... كانت أسئلتهم تنمّ عن الذكاء، وأفكارهم جريئة، وأملهم بلبنان راسخ وثابت."من واقع افتراضي إلى مشاعر حقيقيةفي واحدة من أكثر لحظات الزيارة إلهاماً، شاهد الطلاب فيلماً وثائقياً مبتكراً بتقنية الواقع الإفتراضي بعنوان "نحلم بلبنان"، من إنتاج مكتب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان بالتعاون مع إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام في الأمم المتحدة(UNDPPA). وهو فيلم يعكس تطلّعات الناس عبر قصص إنسانية محضة في بلد مزّقته الأزمات. وقد تركت هذه التجربة التفاعلية أثراً عاطفياً بالغاً في نفوس العديد من الطلاب. قال رالف، 16 عاماً، من مدرسة برمانا العالية: "شعرتُ وكأنني أسيرُ في حذاء شخص آخر. لم يكن مجرد فيلم عاديّ، بل أظهر جانباً من لبنان لا نراه عادةً... جانبٌ يغصُّ بالألم، لكن لا يزال مفعماً بالأمل."هذا وأزال بعض الطلاب نظّاراتهم والدموع في أعينهم. "كان مؤثراً جداً، كِدتُ أبكي"، همست طالبة من ثانوية رفيق الحريري في صيدا. "لكنه ذكّرني لماذا علينا الاستمرار في الدفع قُدُماً نحو التغيير." "مهمّة مُمكنة": تعلّم فن التفاوض والدبلوماسية في وقت لاحق، قاد كلّ من الخبيرَين الأمميَّين العاملَين في مكتب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة، السيدة باسكال القسيس، والسيد علاء عبد العزيز، الطلاب في عرضٍ شيّق حول نشأة الدبلوماسية الأممية وسبل منع نشوب النزاعات، تبعَه جلسة تفاعلية قائمة على السيناريوهات التي تحاكي مفاوضات حقيقية وصراعات معقّدة تستوجب الحلول الديبلوماسية، بالاستناد إلى الواقع اللبناني. وتمثَّل هذا التمرين بمحاكاة جادة تعكس صعوبة الحوارات التي تدور غالباً خلف أبواب مغلقة.قالت يارا، 16 عاماً، من ثانوية رفيق الحريري: "تعلّمت أن التفاوض لا يعني الانتصار، بل فهم الطرف الآخر، والتوصل إلى تسويات، وإيجاد أرضية مشتركة. أرغب في تطبيق ذلك في حياتي، وليس فقط في نموذج الأمم المتحدة." كسر القوالب النمطية، إعادة النظر بالمعايير الاجتماعيةفي جلسة غنية عُقدَت مع محلّلة البرامج في هيئة الأمم المتحدة للمرأة، السيدة ليان الداني، ناقش الطلاب صوَراً محدّدة تم انتقاؤها لهذه الغاية، تمثل أدوار نمطية جمّة. وكان النقاش صريحاً وواضحاً حيث تناول الطرق المتعارف عليها في المجتمعات العربية والتوقعات الجندرية التي تحدّد حياة الأفراد اليومية في لبنان وغيره من البلدان. "أدركتُ إلى أي حدّ نقبل بانعدام المساواة من دون أن نلاحظ أو ندرك ذلك،" قال أحد الطلاب. "لقد منحني هذا النقاش الوعي والكلمات الضرورية لمواجهة القوالب النمطية المستشرية في مجتمعاتنا." وفي سياق هذه الجلسة، حثّت السيدة الداني الطلاب على التفكير في مختلف بيئاتهم الخاصة، ودَعَتهم إلى اتخاذ الخطوات اللازمة ليصبحوا من بين المدافعين عن المساواة بين الجنسين، وتحدّي القوالب النمطية المتجذرة في المجتمعات، وهو ما دفع بالعديد من الطلاب إلى إعادة التفكير في دورهم المجتمعي والمدني في بناء مستقبل أكثر شمولاً.رسائل أمل، بذور عمل لم تكن الزيارة مجرد مصدر للمعرفة والاطّلاع، بل كانت مصدر إلهام للطلاب. فخلال فترات الاستراحة، شاهد الطلاب مقاطع فيديو توعوية من حملة #لازم_تفرق_معنا التي أعدّها فريق العمل الأممي المعني بالاتصال والمعلومات (UNCG)، والتي تناولت مواضيع حيوية مثل إعادة التدوير، وتغير المناخ، والفقر، وخطاب الكراهية، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقد اعتبر العديد من الطلاب هذه الفيديوهات أنها مرحة وصادقة في آن معاً، تبعث بالرسائل الضرورية لخلق التغيير المرجو عبر خطوات فردية بسيطة."كانت هذه الفيديوهات رائعة ومؤثرة. أوصلت الرسائل بطريقة مَرِحة وذكية لا تُنتسى"، قال أحد الطلاب. "بالتأكيد سأعمل جاهداً على اتخاذ الخطوات اللازمة للمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مجتمعي."وفي بداية الزيارة، قادَت السيدة سينثيا خوري، مديرة مركز الأمم المتحدة للإعلام بالإنابة، اختباراً تفاعلياً حفّز الطلاب على المشاركة وخلق في نفوسهم الفضول وروح المنافسة الودّية. وقد شمل الاختبار أسئلة مختلفة حول الأمم المتحدة، ومسار الإصلاحات الجارية ضمن مبادرة "الأمم المتحدة 80" الهادفة إلى تحديث المنظمة وجعلها أكثر فعالية في مواجهة تحديات القرن الحالي، هذا بالإضافة إلى إنجازات الأمم المتحدة في لبنان خلال العام 2024، وذلك ضمن محاور "إطار التعاون" الأممي المرتكزة على الناس، والسلام والحَوكمة، والازدهار، والبيئة. ومع اقتراب اليوم من نهايته، رافقت عملية التقاط الصّور، وضحكات الطلاب المتعالية في الأروقة، استراحة قهوة عززت التشبيك بين الطلاب الوافدين من مختلف المدارس والخلفيات. كما تم تزويدهم بالمواد الإعلامية التذكارية حول ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وهو ما ثبّت عزيمتهم وجدّد إصرارهم على المثابرة في العلم والعمل ليصبحوا صانعي التغيير في مجتمعاتهم. الصورة الأشملتأتي هذه المبادرة ضمن جهود أوسع تبذلها الأمم المتحدة للاستثمار في شباب لبنان بصورة استراتيجية، وهي جهود مختلفة وواسعة النطاق تقودها وكالات الأمم المتحدة من خلال برامج تتمحور حول الشباب، مثل برنامج القادة الشباب (YLP)، وبرنامج قادة الابتكار(GIL)، ومبادرة الشباب من أجل تحقيق الأثر، وغيرها. فالرسالة واضحة: مستقبل لبنان يُبنى ليس فقط في المؤتمرات، بل في عقول وقلوب شبابه.وفي هذا السياق، قال موريس، 17 عاماً: "جئت إلى هنا أتساءل عما تفعله الأمم المتحدة فعلياً. لكن ها أنا أغادر الآن والرغبة تحدوني لأن أكون جزءاً من هذه المنظومة الأممية".في وقت تطغى فيه الأزمات على العناوين الصحفية، شكلت هذه الزيارة الشبابية إلى بيت الأمم المتحدة في بيروت تذكيراً صارخاً بأن الأمل لم يُفقد بعد ... بل على العكس، يزداد مع بزوغ شبّان وشابات قادة يسعون إلى تغيير حقيقي.شاهدوا أدناه فيديو قصير يلخّص الزيارة
1 / 5
قصة
٢١ أكتوبر ٢٠٢٥
الامم المتحدة في لبنان تحيي يوم الأغذية العالمي بجو من الإلفة والمرح
في أحد أيام تشرين الأول المشمسة، اجتمع نحو 60 شخصاً من العائلات وأفراد المجتمع والجهات الشريكة في مركز Nature by Marc Beyrouthy في لبنان للاحتفال بـيوم الأغذية العالمي 2025، وهو يوم مخصص لإبراز قوة الغذاء في دعم الاستدامة والتواصل بين الناس، وإلهام التغيير الإيجابي.برعاية وزير الزراعة الدكتور نزار هاني, نُظّم هذا الحدث من قبل منظمة ACT 4 Tomorrow NGO بالتعاون الوثيق مع مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، وبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وبالشراكة مع أربعة من أبرز الطهاة اللبنانيين.تضمّنت فعالية يوم العائلة أنشطة عملية متنوّعة، منها محطات طبخ مباشر مع الطهاة الذين عرضوا طرقاً مبتكرة لتقليل هدر الطعام من خلال الاستفادة من جميع المكونات المتاحة، وورش عمل تفاعلية حول إعادة التدوير والممارسات المستدامة، وجولات نباتية إرشادية. هذا بالإضافة إلى جلسات توعوية حول التنوع البيولوجي وسبل احترام البيئة. كما شاركت مؤسسات لبنانية صغيرة ومتوسطة الحجم في عرض أفكار ومنتجات تدعم الأنظمة الغذائية المستدامة والاستهلاك المسؤول. ومن خلال تقليل هدر الطعام، ودعم المنتجين المحليين، واعتماد خيارات مستدامة، تستطيع العائلات أن تلعب دورًا محوريًا في بناء مستقبلٍ آمن غذائيًا.وقالت بولا سروجيان ، رئيسة منظمة ACT 4 Tomorrow: "يذكّرنا هذا اليوم بأن الغذاء يمتلك قدرة فريدة على جمع الناس حول قيم مشتركة. ومن خلال الوعي والعمل، يمكننا تحويل اختياراتنا اليومية إلى مساهمات حقيقية في تحقيق الاستدامة."وأضافت نورا اورباح حداد، ممثلة منظمة الفاو في لبنان: "إنه لمِن دواعي سروري الاحتفال باليوم العالمي للغذاء، الذي يتزامن هذا العام مع الذكرى الثمانين لتأسيس الفاو. إنّ هذه الشراكة المتميّزة في تنظيم هذا الحدث توحّد الأطفال والعائلات في رفع الوعي حول هذه القضية المهمة."ومن جانبها، قالت سينثيا درّوس ، القائمة بأعمال مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت: "يسعدنا الاحتفال بيوم العالمي للغذاء إلى جانب شركاء ملهمين يعملون معاً للحدّ من هدر الطعام والاستفادة بطريقة مُثلى من المنتجات اللبنانية التي يقدّمونها في إطار هذا النشاط. فمن خلال مبادراتٍ كهذه، نحتفي ليس فقط باليوم العالمي للغذاء، بل أيضاً بقوّة المجتمع. فعندما تتعلّم العائلات وتعمل معاً، تُلهم التغيير نحو ممارسات أكثر استدامة.
1 / 5
قصة
١٦ ديسمبر ٢٠٢٥
الأمم المتحدة في عيون الشباب: الاحتفاء بثمانين عاماً من العمل الأممي في لبنان من خلال أصوات الشباب
بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة، كرّمت الأمم المتحدة في لبنان ثمانية شبّان وشابات فائزين بمسابقة الأمم المتحدة في لبنان، وذلك ضمن حفل بعنوان "الذكرى الثمانون للأمم المتحدة في عيون الشباب" عُقِدَ في بيت الأمم المتحدة في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2025. وجمعت هذه الفعالية كل من المنسّق المقيم ومنسّق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان، السيد عمران ريزا، ووزيرة الشباب والرياضة الدكتورة نورا بيرقداريان، والمديرة التنفيذية لشبكة الاتفاق العالمي للأمم المتحدة في لبنان، السيدة دينا فاخوري، إلى جانب ممثلين عن الجامعات وشركاء آخرين. وقد مُنح ثمانية مبدعين شباب لقب "أصوات شباب الأمم المتحدة للعام 2025" تقديراً لفوزهم في المسابقة من خلال أعمالهم الفنية. وكانت قد أُطلقت المسابقة في يوم الأمم المتحدة، في 24 تشرين الأول/أكتوبر 2025، بالتعاون مع شبكة الاتفاق العالمي للأمم المتحدة في لبنان ومع الوزيرة بيرقداريان، والتي دعت الشباب المتراوحة أعمارهم بين 17 و25 عاماً من مختلف مناطق لبنان إلى التعبير عن رؤيتهم للبنان من خلال مقال مصوّر، أو عمل فني بصري، أو فيديو قصير. وقد طُلب من المشاركين الإجابة، عبر أعمالهم السمعية والبصرية، على أحد السؤالين التاليين: (1) برأيكم، كيف يمكن للأمم المتحدة أن تساهم في معالجة أحد التحديات التي تواجه لبنان في أحد المجالات الموضوعية المذكورة أدناه؟ أو (2) إذا كان بإمكانكم وضع هدف شبابي للأمم المتحدة خاص بلبنان، فكيف تجسّدونه بصرياً؟ ومن بين 52 مشارَكَة، اختارت لجنة تحكيم مؤلّفة من خبراء مختصّين من قطاعات مختلفة، من بينهم معالي وزيرة الشباب والرياضة نفسها، ثمانية فائزين وفائزات نهائيين من ستّ جامعات مختلفة، في حين مُنحَت الجائزة الكبرى لفائزة تميّز عملها بالإبداع، والجودة التقنية، والتأثير العاطفي وذلك ضمن فئة الأفلام القصيرة. وقد عرض الفائزون أعمالهم خلال جلسة تفاعلية أُقيمت ضمن الحفل المذكور التي قام بإدارتها صانع المحتوى والمؤثر على وسائل التواصل الاجتماعي السيد إدوارد نمّور. كما حصل جميع الفائزين والفائزات على جوائز قيّمة قدّمها شركاء من القطاع الخاص، من بينهم مجموعة ماليا، ودومتيك، وITG هولدينغ، ومجموعة i-engineering. وشدّد ريزا في كلمته الافتتاحية على أهمية إشراك الشباب في عمليات صنع القرار، قائلاً: "إذا أردنا تغييرًا فعليًا، فلا يمكن أن تكون قيادة الشباب مسألة اختيارية." من جهتها، أكّدت الوزيرة بيرقداريان على ضرورة دعم فئة الشباب، مشيرةً إلى أنهم "لا يمكنهم القيام بالتغيير وحدهم. واجبنا كمؤسسات حكومية وشركاء دوليين يرتكز على تعزيز صوتهم، ودعم طموحاتهم، والاستثمار في حاضرهم—ليس فقط في إمكاناتهم". بدورها، ذكّرت مديرة شبكة الاتفاق العالمي للأمم المتحدة في لبنان، الشباب بالقول: "صوتكم يُحدِث فرقًا. أنتم لستم وحدكم، فالسنوات الثمانين المقبلة هي لكم". وعلى هامش هذا الحفل، واحتفالاً بالذكرى الثمانين للأمم المتحدة في لبنان، نُظّم معرض صور عند مدخل بيت الأمم المتحدة، ضمّ 14 قصة مصوّرة التقطها زملاء من الأمم المتحدة في مختلف أنحاء لبنان، عكست طيفاً واسعاً من المواضيع الحيوية والأولويات التي تعمل عليها وكالات الأمم المتحدة في البلاد. إليكم فيديو قصير يلخّص مبادرة UN80 في لبنان. كما وعلى هامش الحفل، شاهد بعض المشاركين في الحفل فيلماً وثائقياً مبتكراً بتقنية الواقع الإفتراضي بعنوان "نحلم بلبنان"، من إنتاج مكتب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان بالتعاون مع إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام في الأمم المتحدة(UNDPPA). وهو فيلم يعكس تطلّعات الناس عبر قصص إنسانية محضة في بلد مزّقته الأزمات. وقد تركت هذه التجربة التفاعلية أثراً عاطفياً بالغاً في نفوس العديد من الحضور. إضافةً إلى ذلك، وبمناسبة يوم الأمم المتحدة، تعاونت الأمم المتحدة في لبنان مع تلفزيون لبنان في حلقة خاصة من برنامج "أحلى صباح" في يوم 24 تشرين الأول/أكتوبر من هذا العام. وقد جمعت هذه الحلقة شركاء الأمم المتحدة وخبراء وموظفين عملوا من خلال مداخلاتهم على تسليط الضوء على أثر المنظمة الأممية في مجالات السلام والأمن، والتنمية، والعمل الإنساني، وحقوق الإنسان، من خلال قصص حقيقية عبّروا عنها بمشاركة مستفيدين من البرنامج والمبادرات الأممية ذات الصلة. يمكن مشاهدة الحلقة كاملة في الفيديو أدناه:
1 / 5
قصة
١٥ ديسمبر ٢٠٢٥
التعليم من أجل العدالة: مقرر إلكتروني حول المفقودين والمخفيين قسرًا من منظور جندري لتعزيز ثقافة عدم التكرار
"منذ عام 1983، وأقدامنا تآكلت من كثرة الركض وراء أي خبر. ما زلت أجلس في المنزل وأفكّر أنّه قد يُقرَع الباب في أي لحظة… سأقبّل قدميه إذا عاد. لم أستطع يومًا تقبّل الأمر، كأنّه رحل البارحة فقط. أقول لأولادي: لن أسامحكم إذا متُّ ولم تسألوا عن أخيكم." منتهى حيدر، والدة أحد المفقودين.بالنسبة لمنتهى، كان البحث عن الحقيقة رحلة حياة مليئة بالفقدان والإصرار. فقد اختفى ابنها خلال الحرب الأهلية اللبنانية، تاركًا وراءه أسئلة لم يجب عنها أحد. وبعد عقود، أصبحت قصتها جزءًا من جهد جماعي جديد لإبقاء الذاكرة حيّة. كإحدى النساء اللواتي قدّمن شهاداتهنّ في مقرر إلكتروني جديد حول المفقودين والمخفيين قسرًا، تتحدّث منتهى عن الألم والصمود، مذكّرة المتعلّمين والمتعلمات بأنّ التذكّر هو أيضًا فعل من أفعال العدالة.في جميع أنحاء لبنان، ما زالت آلاف العائلات مثل عائلة منتهى تنتظر الإجابات. فبعد ما يقارب أربعة عقود على انتهاء الحرب الأهلية، لا يزال مصير ما يُقدّر بـ 17 ألف شخص مجهولًا. ورغم أنّ القانون 105 لعام 2018 أنشأ الهيئة الوطنية للمفقودين والمخفيين قسرًا، إلا أنّ العديد من العائلات والمدافعين يعتقدون أنّ العدالة الحقيقية تقوم أيضًا على حفظ الذاكرة الجماعية ومساعدة الأجيال الجديدة على فهم هذا الفصل من التاريخ باعتباره جزءًا من هويتهم.هنا يصبح التعليم جسرًا بين الذاكرة والإصلاح. التعليم كجسرٍ لصَون العدالةأُطلق أوّل مقرر إلكتروني في لبنان حول المفقودين والمخفيين قسرًا من منظور جندري في تشرين الأول 2025. وقد طُوّر هذا المساق من قبل "سييدز للمبادرات القانونية" وجامعة الحكمة، بالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبمساهمة مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ودعم حكومة كندا. ويستكشف المقرر إرث المفقودين من خلال نهج يرتكز على حقوق الإنسان والنوع الاجتماعي، رابطًا بين نضالات الماضي ومسؤوليات الحاضر. ومن خلال محاضرات مصوّرة وشهادات ومواد تفاعلية، يتيح المقرر للمتعلمين والمتعلمات فهم كيف حملت النساء – الأمهات والشريكات والأخوات والبنات – العبء العاطفي والاجتماعي والاقتصادي للاختفاء القسري، وفي الوقت نفسه قدن النضال من أجل الحقيقة والعدالة. من الفقدان إلى التعلّم: التعليم والتعاطف والحواروبدعم من الأمم المتحدة، يحوّل هذا المقرر الألم إلى تعليم، والنشاط الحقوقي إلى منهج دراسي. وبصفته أحد أوائل الموارد الأكاديمية حول النوع الاجتماعي والعدالة الانتقالية في لبنان، يزوّد المساق المعلّمين والمعلمات والطلاب والطالبات والممارسين والممارسات بأدوات لتحليل الترابط بين الإخفاء القسري والنوع الاجتماعي وحقوق الإنسان، وهي موضوعات ظلّت غائبة لفترة طويلة عن البرامج الجامعية.ومنذ إطلاقه، جذب المقرر اهتمامًا واسعًا بين الطلاب والطالبات والفاعلين والفاعلات في المجتمع المدني، إذ سجّل المئات للاطلاع على كيفية تقاطع الذاكرة مع العدالة. كما تعمل عدة جامعات نحو دمجه في مناهجها؛ وتستخدمه جامعة الحكمة كمرجع أساسي في برنامج الدراسات القانونية.إحدى الطالبات اللواتي أنهين المقرر قالت إنه غيّر فهمها لماضي لبنان ولتاريخ عائلتها. وأضافت: "بينما كنت أشاهد الفيديوهات في المنزل، جلس والدي إلى جانبي يستمع إلى كل كلمة. عندها اكتشفتُ أنّ جدّي كان من بين المفقودين... قصة لم تتحدث عنها عائلتي يومًا." هذا الأثر الإنساني، من تغيير المواقف وتعميق التعاطف وردم الفجوات بين الأجيال، هو ما يجعل المقرر تحويليًا. إذ صُمّم ليحفّز الحوار بين الأكاديميين/ات وصنّاع السياسات حول دمج العدالة الانتقالية في التعليم، كما يشجع العائلات والشباب على التحدث عن الذاكرة والتعافي بين الأجيال. وبالنسبة للطلاب والطالبات، يوفّر المقرر مساحة آمنة لمناقشة سنوات الحرب وما تلاها، وهو أمر نادر في لبنان. أما بالنسبة لعائلات المفقودين، فيقدّم اعترافًا بأنّ نضالهم الممتد لعقود لم يُنسَ.ويعكس نجاح المقرر التزامًا متزايدًا بمعالجة إرث الصراع في لبنان من خلال مقاربات شاملة وتحويلية جندريًا. ومن خلال تعزيز أجندة المرأة والسلام والأمن كأداة للعدالة الانتقالية، يبيّن المساق أنّ تجارب النساء وقيادتهنّ جوهرية في بناء السلام، ويقدّم موردًا يمكن لمنظمات حقوق النساء وبناة السلام المجتمعيين استخدامه لتدريب الوسطاء الشباب والناشطين/ات المجتمعيين/ات على الذاكرة والحوار والمساءلة.وتقول بليرتا أليكو، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان: "يستثمر هذا المقرر في المعرفة والوعي، وهما أداتان تمكّنان الجيل القادم من التعامل البنّاء مع تاريخ لبنان وبناء ثقافة الحقيقة والمصالحة." وفي السياق نفسه، تؤكّد ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في لبنان، جيلان المسيري، أن المقرر يسدّ فجوة مهمة: "لوقت طويل، كانت التجارب المرتبطة بالنوع الاجتماعي غائبة عن عمليات العدالة الانتقالية. هذا المقرر يضع قصص النساء في قلب الذاكرة الوطنية."
نحو ثقافة الحقيقة وعدم التكراروتعزّز هذه المبادرة التعاون بين المؤسسات الأكاديمية اللبنانية والمجتمع المدني، محوّلة الجامعات إلى مساحات للتفكير والتغيير الاجتماعي. ومن خلال الشراكة بين "سييدز للمبادرات القانونية" وجامعة الحكمة، يُظهر المقرر كيف يمكن للجهات الوطنية، بدعم من وكالات الأمم المتحدة والشركاء الدوليين، قيادة الابتكار في مجال العدالة الانتقالية والمساهمة في حوار بين الأجيال حول ماضي لبنان العنيف.وعلى نطاق أوسع، يمتلك المقرر القدرة على التأثير في جهود الإصلاح في لبنان. فمع انخراط المزيد من المربين/ات وصنّاع السياسات في محتواه، يمكن أن يؤثر على كيفية تدريس التاريخ والتربية المدنية، بما يساعد الأجيال المقبلة على مناقشة صراعات لبنان بصراحة وتعاطف.ورغم أن التعليم لا يمكنه أن يقدّم إجابات أو يحقق المساءلة، إلا أنه يساعد في بناء ذاكرة وطنية مشتركة تُكرّم المفقودين وتعزز الالتزام بالعدالة وعدم التكرار. ومن خلال إدخال الذاكرة إلى الصفوف الدراسية، يضمن المقرر أن يفهم الشباب هذه الانتهاكات، ويتعاطفوا مع العائلات المتضررة، ويساهموا في منع تكرار مثل هذه الممارسات. تم تنفيذ هذه المبادرة من قبل هيئة الأمم المتحدة للمرأة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبمساهمات من مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، وبدعم سخيّ من حكومة كندا، وبالشراكة الوثيقة مع الجهات المحلية المعنية. تجدر الإشارة إلى أنّه لولا الدّعم السخيّ من حكومة كندا، أحد أبرز المانحين في لبنان، لما كان من الممكن تطوير أول مقرر إلكتروني في لبنان حول المفقودين والمخفيين قسراً. فمنذ عام 2016، قدّمت كندا ما يقارب 540 مليون دولار أميركي للبنان، دعمت من خلالها مجالات حيوية كالحماية والمساواة بين الجنسين والاستقرار الاجتماعي والأمن الغذائي والصحة، وغيرها. كما تُعدّ كندا من أبرز الداعمين لآليات التمويل المشتركة، من خلال مساهماتها في كلٍّ من الصندوق الإنساني للبنان (LHF) وصندوق التعافي للبنان(LRF) . لمزيد من التفاصيل حول المساعدات الدولية للبنان، يمكن الاطلاع على تقارير تتبّع المساعدات على الرابط التالي: https://tinyurl.com/yc3deusc
** تم إعداد هذه القصة بشكل مشترك من السيدة ديانا عسّاف (هيئة الأمم المتحدة للمرأة) والسيدة كوثر فحص (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي)، بالتنسيق مع وبدعمٍ من السيدة نادين أبي زيد ضو (مكتب المنسق المقيم/مركز الأمم المتحدة للإعلام – بيروت). وقد تم إنتاج المواد المصوّرة المرفقة بالتعاون مع منظمة SEEDS للمبادرات القانونية.
نحو ثقافة الحقيقة وعدم التكراروتعزّز هذه المبادرة التعاون بين المؤسسات الأكاديمية اللبنانية والمجتمع المدني، محوّلة الجامعات إلى مساحات للتفكير والتغيير الاجتماعي. ومن خلال الشراكة بين "سييدز للمبادرات القانونية" وجامعة الحكمة، يُظهر المقرر كيف يمكن للجهات الوطنية، بدعم من وكالات الأمم المتحدة والشركاء الدوليين، قيادة الابتكار في مجال العدالة الانتقالية والمساهمة في حوار بين الأجيال حول ماضي لبنان العنيف.وعلى نطاق أوسع، يمتلك المقرر القدرة على التأثير في جهود الإصلاح في لبنان. فمع انخراط المزيد من المربين/ات وصنّاع السياسات في محتواه، يمكن أن يؤثر على كيفية تدريس التاريخ والتربية المدنية، بما يساعد الأجيال المقبلة على مناقشة صراعات لبنان بصراحة وتعاطف.ورغم أن التعليم لا يمكنه أن يقدّم إجابات أو يحقق المساءلة، إلا أنه يساعد في بناء ذاكرة وطنية مشتركة تُكرّم المفقودين وتعزز الالتزام بالعدالة وعدم التكرار. ومن خلال إدخال الذاكرة إلى الصفوف الدراسية، يضمن المقرر أن يفهم الشباب هذه الانتهاكات، ويتعاطفوا مع العائلات المتضررة، ويساهموا في منع تكرار مثل هذه الممارسات. تم تنفيذ هذه المبادرة من قبل هيئة الأمم المتحدة للمرأة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبمساهمات من مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، وبدعم سخيّ من حكومة كندا، وبالشراكة الوثيقة مع الجهات المحلية المعنية. تجدر الإشارة إلى أنّه لولا الدّعم السخيّ من حكومة كندا، أحد أبرز المانحين في لبنان، لما كان من الممكن تطوير أول مقرر إلكتروني في لبنان حول المفقودين والمخفيين قسراً. فمنذ عام 2016، قدّمت كندا ما يقارب 540 مليون دولار أميركي للبنان، دعمت من خلالها مجالات حيوية كالحماية والمساواة بين الجنسين والاستقرار الاجتماعي والأمن الغذائي والصحة، وغيرها. كما تُعدّ كندا من أبرز الداعمين لآليات التمويل المشتركة، من خلال مساهماتها في كلٍّ من الصندوق الإنساني للبنان (LHF) وصندوق التعافي للبنان(LRF) . لمزيد من التفاصيل حول المساعدات الدولية للبنان، يمكن الاطلاع على تقارير تتبّع المساعدات على الرابط التالي: https://tinyurl.com/yc3deusc
** تم إعداد هذه القصة بشكل مشترك من السيدة ديانا عسّاف (هيئة الأمم المتحدة للمرأة) والسيدة كوثر فحص (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي)، بالتنسيق مع وبدعمٍ من السيدة نادين أبي زيد ضو (مكتب المنسق المقيم/مركز الأمم المتحدة للإعلام – بيروت). وقد تم إنتاج المواد المصوّرة المرفقة بالتعاون مع منظمة SEEDS للمبادرات القانونية.
1 / 5
قصة
٠٤ ديسمبر ٢٠٢٥
برنامج البدل النقدي للأشخاص ذوي الإعاقة: أطفال ذوو إعاقة في لبنان يستعيدون الكرامة والفرص
في لبنان، يواجه الأطفال ذوو الإعاقة وأسرهم تحديات يومية. فبالنسبة للكثيرين، كانت الضغوط المالية وغياب الخدمات الميسّرة تعني العزلة والإقصاء. أما اليوم، ومن خلال برنامج البدل النقدي للأشخاص ذوي الإعاقة، فيجد هؤلاء الأطفال وأسرهم طريقهم نحو الإدماج والكرامة والأمل.غزل ونانسي: التعلّم والازدهار مع مساعدة على السمعغزل (14 عاماً) وشقيقتها نانسي (11 عاماً) من بخعون – زغرتا، و لديهما إعاقة سمعية منذ الولادة. على مر السنوات، خضعتا لعدة عمليات جراحية، لكن كما توضح والدتهما:"ما زلنا نواجه التحديات حتى اليوم."غزل فتاة منفتحة وتحب التفاعل مع الناس. بابتسامة تقول:"أريد أن يعرفوا أنني أستطيع السماع، ولا أحب أن يمر يوم من دون أن أستخدم سماعتي."لكن العائلة اضطرت في فترةٍ ما إلى العيش شهرين دون سماعات بسبب عدم قدرتها على شراء البطاريات. تقول الأم:"عندما علمت ببرنامج البدل النقدي للأشخاص ذوي الإعاقة، تقدمت بطلب. نحن نستخدم المساعدة لتغطية تكاليف بطاريات السماعات، فبدونها كانت ابنتاي ستُحرمان من المدرسة والتواصل اليومي."وتضيف:"بفضل هذا البدل النقدي، يمكنهما الاستمرار في استخدام السماعات، وسماع الدروس كبقية الأطفال، وعدم تفويت أي شيء."بالنسبة إلى غزل، يمثل البدل النقدي أكثر من مجرد دعم، بل هو فرصة. تقول: "لو لم نحصل على هذا الدعم، لما تمكنت من الذهاب إلى المدرسة." تحلم غزل اليوم بمتابعة دراستها وعيش حياة كاملة ومنتجة، وشراء سماعات جديدة لها ولشقيقتها في المستقبل. سيدرة: الحفاظ على البصر واكتشاف الموهبةسيدرة (14 عاماً – تعلبايا، البقاع) وُلدت مع الزرق الخِلقي، ويقول والدها إن شبكية عينها اليمنى متضررة تقريباً بالكامل. حتى سن الثالثة، كانت تخضع لعملية جراحية كل ستة أشهر، ومع تدهور الوضع المالي للأسرة، لم تعد قادرة على شراء قطرات العين اليومية الضرورية لعلاجها.تغيّر الوضع عندما تقدمت الأسرة بطلب إلى برنامج البدل النقدي للأشخاص ذوي الإعاقة. واليوم، تتلقى الأسرة شهرياً رسالة نصية تُبلغها بتوفّر الدفعة المالية. تقول سيدرة: "لم نكن نستطيع شراء القطرات من قبل، ولكن بفضل هذا الدعم أصبحت قادرة على شرائها، وتمكنت من الحفاظ على بصري." مع استقرار حالتها الصحية، وجدت سيدرة شغفها بالموسيقى. فهي تتعلّم العزف على الناي والبيانو وتقول: "حين أعزف الموسيقى، أشعر بسلام داخلي." في المركز الذي ترتاده، تتابع أيضاً دروس اللغة الإنجليزية والعربية والعلوم، وتستمتع بدروس تعليم الخَبز. طموحات سيدرة واضحة: متابعة التعلم، وتنمية مواهبها، وتحقيق نجاح أكبر في المستقبل. دنيال: التصميم والإصرار رغم التحدياتدنيال (14 عاماً – زحلة، البقاع) يعيش مع ضمور عضلي يؤثر على جميع عضلات جسده. رغم الصعوبات، يقول بثقة:"أرفض أن أسمح لإعاقتي بأن تُقيّدني."من خلال برنامج البدل النقدي للأشخاص ذوي الإعاقة، يتلقى دنيال دعماً شهرياً منتظماً يساهم في تغطية تكاليف العلاج الفيزيائي والفيتامينات، مما يضمن استمراره في تلقي العلاج والتمارين اليومية الضرورية للحد من تطور حالته. توضح والدته سوزان:"هذا الدعم يساعدنا شهرياً في تلبية احتياجاته الأساسية." كما يوجّه دنيال رسالة أمل لغيره من الأشخاص ذوي الإعاقة قائلاً: "يجب أن نواصل العمل على أنفسنا بعزيمة، وسنتغلب على كل شيء." يحلم دانيال بمزيد من الإدماج في المجتمع، وبأن يعيش حياة كاملة ومنتجة، وأن يثبت أن الضمور العضلي لا يحدد مستقبله. زهر: فضولي ومنظّم ولديه إعاقة سمعيةزهر (14 عاماً من مجدليا، زغرتا) يعاني من إعاقة سمعية منذ الولادة. ومنذ صغره، يلتزم بحضور جلسات علاج النطق مرتين أسبوعياً. حالياً، وبسبب توقفه عن المدرسة، يتواصل من خلال تفاعلات قصيرة، لكنه يظهر فضولاً كبيراً وانتباهاً للتفاصيل الدقيقة. يصفه والده قائلاً: "يتوق لمعرفة كل شيء."من خلال برنامج البدل النقدي للأشخاص ذوي الإعاقة، يتلقى زهر 40 دولاراً شهرياً، وهو أول دعم منتظم تحصل عليه أسرته. ويضيف والده: "زهر يبلغ 14 عاماً، ولم يساعده أحد من قبل. منحني هذا الدعم شعوراً بالاطمئنان بأن هناك من يهتم به ويقف إلى جانبه."وتسعى الأسرة اليوم إلى تسجيله في مدرسة دامجة تُنمّي شغفه بالتعلم وتدعم تطوره. ماذا يعني برنامج البدل النقدي للأشخاص ذوي الإعاقة للأطفال وأسرهم؟بالنسبة للأطفال ذوي الإعاقة وأسرهم في لبنان، يُمثل برنامج البدل النقدي للأشخاص ذوي الإعاقة أكثر من مجرد مساعدة مالية. إنه اعتراف بحقهم في المشاركة الكاملة في الحياة. فمن خلاله، يتمكن المستفيدون من الحفاظ على العلاجات الأساسية مثل علاج النطق والعلاج الفيزيائي، وتأمين وسائل المساعدة الحركية والنقل إلى المراكز الطبية، وتغطية تكاليف الرعاية البصرية وأدوات التعلم و المساندة. يتحدث المستفيدون أيضاً عن أثره الاجتماعي، إذ عزّز مشاركتهم وثقتهم بأنفسهم، وشعورهم بالانتماء في المدرسة والمنزل والمجتمع. من الدعم المالي إلى التغيير المنهجي يُنفَّذ برنامج البدل النقدي للأشخاص ذوي الإعاقة من قِبل وزارة الشؤون الاجتماعية، بتمويلٍ من الحكومة اللبنانية، الاتحاد الأوروبي ومملكة هولندا ومانحين آخرين، بالشراكة مع اليونيسف ومنظمة العمل الدولية.منذ إطلاقه في نيسان/أبريل 2023، وصل البرنامج إلى أكثر من 33,500 شخص من ذوي الإعاقة في جميع أنحاء لبنان، مما مكّنهم من تلبية احتياجاتهم الأساسية وضمان حقهم في الإدماج والكرامة. ويمثل هذا البرنامج خطوة مهمة نحو نظام حماية اجتماعية شامل، يحدّ من الوصم، ويُعزّز العقد الاجتماعي بين الدولة والمجتمع، ويضمن ألا يُترك أحد خلف الركب. لم تكن هذه المبادرة، التي تنفذها وزارة الشؤون الاجتماعية بالشراكة مع منظمة اليونيسف ومنظمة العمل الدولية، لتتحقق لولا الدعم السخي من مختلف الجهات المانحة، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي ومملكة هولندا، وهما من أبرز الجهات الداعمة للبنان. فمنذ عام 2016، قدمت هولندا أكثر من 448 مليون دولار أمريكي لتعزيز سبل العيش، ودعم المشاركة المدنية، وتوفير المساعدات المنقذة للحياة. فيما قدم الاتحاد الأوروبي أكثر من 2.5 مليار دولار أمريكي لضمان الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما ساهم في تحسين سبل العيش، وتعزيز الحماية، ودعم مسار الانتخابات. كما لعب الاتحاد الأوروبي دوراً ريادياً في دعم البرامج المشتركة للأمم المتحدة في مجالات المساعدات النقدية، وتعزيز نظم الحماية الاجتماعية، والحد من آثار النزاعات. للاطلاع على مزيد من التفاصيل حول المساعدات الدولية إلى لبنان، يمكن زيارة تقارير متابعة المساعدات عبر الرابط التالي: https://lebanon.un.org/sites/default/files/2025-11/2025%20Q3%20Lebanon%20Aid%20Tracking%20report%20%28as%20of%2030%20September%202025%29_0.pdfالأهداف التي يدعمها البرنامج: الكرامة والمساواة؛ الوصول إلى التعليم والصحة والمشاركة؛ تعزيز نظام الحماية الاجتماعية الوطنية.
1 / 5
قصة
٣٠ أبريل ٢٠٢٥
إعادة بناء الأمل: مسيرة لبنان نحو التعافي المستدام من خلال إدارة الأنقاض
أسفر النزاع الأخير في لبنان بين إسرائيل وحزب الله، الذي تصاعد بشكل كبير في أواخر عام 2024، عن دمار هائل. فَقَدَ الآلاف أرواحهم، وتحوّلت مناطق سكنية جمّة إلى أنقاض، كما تضرّرت البنى التحتية الحيوية بشكل ملحوظ. وفي ذُروَة الأزمة، نزح داخلياً حوالي 1.3 مليون شخص. هذا وأدّى حجم الدمار الهائل إلى ملايين الأطنان من الرّكام، مما يشكل مخاطر فورية وتحديات طويلة الأمد أمام جهود التعافي.وفي خضم هذا الدمار، قامت الأمم المتحدة في لبنان بتشكيل وتفعيل "فريق عمل أممي معني بإدارة الأنقاض" يُعنى بتنسيق إدارة الأنقاض باعتماد نهجٍ مستدام قائم على حقوق الإنسان. ويهدف هذا الفريق الأممي إلى ضمان تعافٍ آمن وفعّال ومسؤول بيئياً، مع الحرص على حماية حقوق المجتمعات المتضرّرة في السكن والصحة والعيش في بيئة سليمة. أنقاض الحرب: فرصة لتعافي لبنانلقد حوّل الدمار غير المسبوق أحياءً سكنية كانت مليئة بالحياة ومزدهرة قبل اندلاع الحرب، إلى مناطق محفوفة بالخطر. وتواجه العائلات العائدة إلى منازلها مخاطر كبيرة تتمثل في انتشار الذخائر غير المنفجرة في أرجائها، والملوّثات البيئية، والمباني المتضررة ضرراً بنيوياً. هذا وقد أصبحت بعض المدارس والمواقع التراثية الثقافية في المناطق المستهدفة في لبنان في حالة خراب. لقد أدّى انهيار المباني واختلاط النفايات المنزلية بالأنقاض إلى تفاقم المخاطر الصحية والبيئية، مما خلق حاجة ملحة للتدخل الفوري.بحسب السيدة جيهان سعود، خبيرة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) وذات خبرة واسعة في إدارة الأنقاض: "إنّ التحديات البيئية وتلك التي تهدّد سلامة الناس هي هائلة. لكن باستخدام الاستراتيجيات المناسبة ومن خلال تعزيز التعاون الفعّال، يمكننا تحويل هذه الأزمة إلى فرصة لتحقيق التعافي المستدام."عليه، فإنّ اعتماد نهج منظّم في إدارة الأنقاض يركّز على إعادة التدوير وإعادة استخدام المواد الصلبة، مما يقلّل من الحاجة إلى مواد بناء جديدة ويعزز الاقتصاد الدائري. كما يسهم ذلك في خلق فرص اجتماعية واقتصادية، تمكّن المجتمعات من المشاركة بفاعلية في جهود إعادة الإعمار.يشير السيد حسن دبوق، رئيس بلدية صور ورئيس اتحاد بلديات صور، إلى أهمية التحرك بسرعة لجهة اتخاذ الإجراءات اللازمة: "إجراء تقييم دقيق للأضرار إنما هو ضروري لمسح المباني المُستهدفة وتصنيفها، وتقدير حجم الأنقاض، ووضع خطة لنقل الأنقاض بما يضمن جمعها والتخلص منها بصورة فاعلة." كما شدّد على ضرورة إعطاء الأولوية لإعادة تدوير المواد الصلبة مثل الحديد والألمنيوم بغية تقليل الاعتماد على الموارد الخام وتعزيز الاستدامة.تشدد مداخلة السيد دبوق على الحاجة إلى إعطاء الأولوية لإدارة الأنقاض بصفتها حجر الأساس في جهود التعافي. وحتى يكون تعافي لبنان فعالاً، لا بدّ من أن تضطلع الحكومة بدور محوري في قيادة وتنسيق جهود عملية إدارة الأنقاض، وذلك بالتعاون مع البلديات والمنظمات الدولية والمجتمعات المُتضرّرة. ويشمل ذلك تحديد ملكية الأنقاض، وتبسيط الإجراءات القانونية، وتحديد مواقع معالجتها والتخلص منها. كما أنّ إشراك المجتمعات المحلية والعائدين إلى قُراهم ومنازلهم في جهود إعادة البناء كفيلٌ بضمان عملية تعافٍ أكثر شمولية وتأثيراً. تُعدّ حملات التوعية العامة ضرورة مُلحّة، ليس فقط للوقاية من الحوادث الناتجة عن الذخائر غير المنفجرة أو المواد الخطرة أو حتى التصدّعات في المباني، بل أيضاً لإشراك المواطنين في عمليات صنع القرار وتمكينهم من المشاركة في عملية التعافي. وفي هذا الإطار، أطلقت الأمم المتحدة بالشراكة مع الجيش اللبناني حملة توعية حول مخاطر الذخائر غير المنفجرة. كما تعاونت مع وزارة الثقافة لإطلاق حملة واسعة تهدف إلى حماية الأنقاض في المواقع التراثية وصَونِها.علاوة على ذلك، فإن تقييم الأنقاض لفَرز المواد القابلة لإعادة التدوير أو تلك التي تحتوي على مكوّنات خطرة، وتشجيع إعادة استخدام المواد في أعمال الترميم وإعادة الإعمار، يمكن أن يسهم في تقليل اعتماد لبنان على الموارد الجديدة والحدّ من التهديدات البيئية.وفي هذا السياق، قامت الأمم المتحدة، من خلال وكالاتها المتخصصة، بإعداد وتنفيذ "تقييم سريع لأثر الحرب" القائم على آراء المجتمعات المحلية، بالاستناد إلى بيانات من 135 منطقة في مرحلة ما بعد الحرب، يشمل قطاعات مختلفة، كالصحة والتعليم والاقتصاد وغيرها، ودعت المنظمة الأممية من خلال نتائج هذا التقييم إلى اتخاذ إجراءات فورية من أجل تعافٍ في المناطق المتأثرة يرتكز على الإنسان أولاً. كما أجرت الأمم المتحدة تقييماً عن بُعد للأضرار التي لحقت بالمباني في محافظات الجنوب والنبطية والبقاع وبعلبك-الهرمل، وفي الضواحي الجنوبية لبيروت (والتي تشمل أجزاء من محافظتي بيروت وجبل لبنان)، وقد شمل التقييم 15 قضاءً. لملمة الحطام: العودة الصعبة للمواطنين في مدينة النبطية، تشكّل عودة السكان النازحين مزيجاً من الأمل والتحديات. فالشوارع التي كانت تعجّ يوماً بالحياة أصبحت اليوم خراباً، والعائلات العائدة إلى منازلها تجد نفسها أمام مهمة شاقة لإعادة بناء منزلها من تحت الأنقاض. كانت عودتهم مؤلمة مطبوعة بمشاعر الفقدان والخسارة، لكنها اقترنت أيضاً بإصرارٍ قويّ على البدء من جديد، على إعادة الإعمار، على مجرد البقاء على قيد الحياة."بعد أن دخلنا المبنى المدمّر لجَمع بعض مقتنياتنا، وَجَدنا بعض الصّور العائلية القديمة التي ما زالت سليمة"، يروي أحد العائدين إلى مدينته النبطية. "لم نكن قادرين على تحمّل كلفة إزالة الرّكام بأنفسنا، فطلبنا من متعهّد محلي أن يقوم بذلك مقابل احتفاظه بأي مواد حديدية أو مواد قابلة لإعادة التدوير يمكن أن يعثر عليها."ورغم أنّ هذا النهج المُعتمَد عمليّ في ظل ارتفاع تكاليف إزالة الرّكام والأنقاض ونقلها، إلا أنه يؤدي في كثير من الأحيان إلى فقدان مواد يمكن الاستفادة منها في أعمال إعادة الإعمار، كما أنّ عمليات الإزالة غير المنظّمة قد تشكّل مخاطر بيئية وسلامة إضافية. لذلك، فإنّ ضمان وجود استراتيجية حكومية منظّمة لإدارة الأنقاض يُعدّ أمراً بالغ الأهمية لتفادي هذه المخاطر. فريق عمل أممي معني بإدارة الأنقاض: استحداث إطار عمل مشترك ومستدامفي صلب جهود الأمم المتحدة في لبنان في أعقاب النزاع، يبرز "فريق عمل أممي معني بإدارة الركام والأنقاض" والذي أعدّ إطاراً شاملاً يوجّه عملية إدارة الأنقاض في فترو ما بعد النزاع. ويتألف فريق العمل هذا من عشر وكالات أممية، هي برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، ومنظمة العمل الدولية، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، ودائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وبرنامج الأغذية العالمي، ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع. وتعمل هذه الهيئات الأممية سوياً لضمان عملية إزالة الأنقاض بطريقة آمنة وفعّالة ومسؤولة بيئياً، مع الحرص على مشاركة المجتمعات المتضرّرة بشكل فعّال في عملية التعافي."هدفنا لا يقتصر فقط على تقديم المساعدة في إزالة الأنقاض والركام بأكثر الطرق فعالية، بل أيضاً الحرض على أن تتم هذه العملية بطريقة تحمي البيئة والصحة العامة"، يقول السيد عمران ريزا، المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان. " نحن ملتزمون بتعزيز ممارسات مستدامة وصديقة للبيئة تساهم في دعم مسار التعافي على الأمد الطويل وتعزز الصمود أمام الأزمات". شدد السيد إيلي منصور، وهو خبير في موئل الأمم المتحدة (UN-Habitat)، على أهمية الصحّة والسلامة في مثل هذه المبادرات، فقال: "تبدأ إدارة الأنقاض الفعالة بالكشف والتفتيش عن الأنقاض لرصد أي ذخائر غير منفجرة أو ملوثات أخرى. وإذا لم يكن من الممكن فرزها أو إعادة تدويرها في الموقع نفسه، يجب نقل الأنقاض بأمان إلى مواقع مخصصة لمعالجتها. كما يجب إعطاء الأولوية لعملية إعادة التدوير بهدف استرجاع المواد التي يمكن استخدامها في إعادة الإعمار."ويعمل فريق العمل الأممي أيضاً على الاستفادة من المنهجيات الدولية الخاصة بتقدير حجم الأنقاض، مما يمكّن من التخطيط الفعّال لأعمال إزالة الركام والأنقاض، وإعادة تدويرها، والتخلص منها في مواقع مُعتمدة بيئياً مثل المحاجر المهجورة، وذلك لتفادي المزيد من تدهور المناظر الطبيعية في لبنان. شراكات في سبيل التعافييتوقف نجاح عملية التعافي على التعاون بين مختلف الجهات المعنية، وهو ما تعمل الأمم المتحدة على تعزيزه عن كثب. وتُعدّ الحكومة، بما في ذلك وزارات البيئة، والأشغال العامة، والصحة، والثقافة، إلى جانب البلديات والاتحادات، الجهات الأساسية المعنية بوضع استراتيجية مستدامة لإدارة الأنقاض وتنفيذها.كما يؤدي الجيش اللبناني والمركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام دوراً محورياً في تقييم المخاطر وإزالة الذخائر غير المنفجرة، وذلك بالتعاون مع البلديات بهدف التعامل مع المخاطر الناجمة عن بقايا المتفجّرات من الحروب. كما تساهم المؤسسات الأكاديمية في تقديم الخبرات الفنية في مجال تقدير كميات الأنقاض وإدارتها.وفي الوقت نفسه، يلعب القطاع الخاص، لا سيما جمعية الصناعيين اللبنانيين، دوراً محورياً أيضاً في هذا الإطار. فمن خلال الشراكات القائمة بين القطاعين العام والخاص، يتم استحداث واعتماد تقنيات مُبتَكرة لإعادة التدوير وممارسات مستدامة تُسهم في خلق فرص العمل وتقليل النفايات."نرى في هذه المرحلة فرصة لإعادة البناء بطريقة أفضل وأكثر مراعاة للبيئة"، يقول متحدّث باسم جمعية الصناعيين اللبنانيين. "فمبادرات الاقتصاد الدائري التي نقوم بها هي قادرة على تحويل الأنقاض إلى مواد بناء قابلة لإعادة الاستخدام، مما يعزز النمو الاقتصادي ويحدّ من التلوث."ويبقى ضمان الأجور العادلة، وظروف العمل الآمنة، والحماية الاجتماعية للعمّال المعنيين بإزالة الأنقاض والرّكام، من أولويات الأمم المتحدة. فهذه المبادئ تُعتبر جوهرية ضمن جهود الأمم المتحدة وجهود الحكومة وغيرها من الشركاء، الرامية إلى تحقيق تعافٍ في البلاد يكون قائماً على مفهوم العدالة والسلامة والكرامة. رؤية لمستقبل لبنان: تعافٍ مستدام قائم على حقوق الإنسانإنّ مسار لبنان نحو التعافي طويلٌ، لكن بفضل الجهود المُنَسّقة بين الحكومة، والأمم المتحدة، والجهات المعنية المحلية، والشركاء الدوليين، فإنّ تحقيق مستقبل مستدام أصبح ممكناً. من خلال إعطاء الأولوية لممارسات مستدامة لإدارة الأنقاض، وعبر ضمان الحماية الثقافية والبيئية في هذا المضمار، واعتماد نهج قائم على حقوق الإنسان، من الممكن أن يبني لبنان مستقبلاً أقوى وأكثر ازدهاراً."لقد اختبرتنا هذه الأزمة جميعاً، لكنها أظهرت أيضاً قوة العمل الجماعي وفعالية الجهود المُنسّقة للأمم المتحدة مع شركائها، خصوصاً مع الحكومة"، يقول ريزا. في حين يخطو لبنان خطواته الأولى نحو التعافي، يبقى الأمل بأن تساهم هذه الجهود المتضافرة ليس فقط في استعادة ما فُقِدَ، بل التأسيس أيضاً لمستقبل أكثر إشراقاً واستدامةً.
1 / 5
قصة
٠٩ مارس ٢٠٢٥
"لتبقى دينا حاضرة في الذاكرة": في اليوم الدولي للمرأة، رسالة ألم وأمل من أم لبنانية إلى النساء في مناطق النزاع
"دينا كانت مميزة في كل النواحي، شغوفة بكل شيء تقوم به، كل شيء كانت تقوم به كان من القلب. عملها مع الأمم المتحدة كان بالنسبة لها رسالة لخدمة الآخرين"، هكذا وصفت السيدة غادة درويش ابنتها دينا - الزميلة في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي قُتلت أثناء الأعمال العدائية الأخيرة في لبنان.عملت دينا درويش مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لمدة 12 عاما في مكتب البقاع. قُتلت الزميلة دينا مع ابنها الأصغر عندما أصيب المبنى السكني الذي أقامت فيه مع زوجها وطفليهما بصاروخ إسرائيلي في 23 أيلول/سبتمبر من العام الماضي.في حوار مع أخبار الأمم المتحدة قالت السيدة غادة درويش والدة دينا: "أكبر ألم يمكن أن تشعر به هو فقدان فلذة كبدك، ومهما تحاول أن تتأقلم مع فكرة الفقدان يبقى الألم كبيرا". من الصعب أن يلخص الإنسان حياة طفله بدقائق معدودة، لكن السيدة غادة حاولت قدر الإمكان تمالك نفسها من أجل أن تتحدث عن دينا. ورغم أنها لم تتمكن من حبس دموعها، إلا أنها أصرت على الحديث لأن هدفها الأول والأخير هو "ألا ننسى دينا، فهي تريدها قريبة من القلوب والأذهان والذاكرة"."دينا كانت مميزة في كل النواحي، شغوفة بكل شيء تقوم به، كل شيء كانت تقوم به من القلب، من الدراسة إلى الجامعة فالعمل، حيث لم تكن تقبل أنصاف الأمور، لقد كانت محترفة".وقالت السيدة درويش إن دينا لطالما أرادت أن توصل صوتها في عملها لكي تتمكن من تغيير العالم ومساعدة أكبر عدد ممكن من الناس، فهي وبفضل اختصاصها في العلوم الاجتماعية تمكنت من العمل ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي وحماية الأطفال، خصوصا خلال فترة عملها مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وساعدت خلال فترة عملها العديد من العائلات، والأطفال والنساء، من خلال نقلهم إلى بيئة أكثر سلما وأكثر أمانا بعيدا عن المناطق التي كانوا يعيشون فيها "والتي شهدت حالة صراع وتهجير وعنف وفقر".تحدثت غادة درويش أيضا عن صداقات دينا وتأثيرها في المجتمع، فقالت: في عملها تمكنت أيضا من أن تخلق صداقات جيدة مع العديد من زملائها، فهي كانت تُشعر كل شخص بأنه مميز وفريد من نوعه. ولكن للأسف، ذهبت ضحية العنف، عنف ليس لديها دخل فيه ولا علاقة لها به، ولا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد. ما حدث كان ظلما كبيرا". الموت غيب أيضا ابن دينا ذا الأربع سنوات جاد الذي كان ضحية هذا الصراع، وكما تصفه جدته، "هو ولد مميز، كانت ضحكته لا تفارق وجهه، كان يسأل كثيرا، يحب الحياة مليء بالحيوية. كل من عرف جاد كان يقع في حبه لأن عينيه كانتا تلمعان وكان يعطي الكثير من الحب والحنان".أكملت غادة الحوار محاولة شرح كيف أن العيش قي منطقة صراع أو حرب أمر صعب، وأكثر صعوبة على الأمهات اللواتي عليهن حماية أطفالهن وطمأنتهن، وفي الوقت عينه تربيتهن على حب الوطن وعلى ترسيخ القيم الطيبة في حياتهم اليومية."كنت أؤيد كل من يقول إن حب الوطن يجب أن يكون في قلوبنا، وكان لدي أمل في الغد دائما، وأقول إنني كامرأة وأم يجب أن أرسخ ذلك الأمر في نفوس أولادي كي يكملوا هذه المسيرة ويتأملوا ويتطوروا ويحلموا، وأن يفكروا بغدٍ أفضل. لم أكن أعرف أننا سنصل إلى هنا في هذا البلد". رسالة غادة لكل النساء في العالم بمناسبة اليوم الدولي للمرأة، خصوصا اللواتي فقدن عزيزا في الحرب. هي رسالة تضامن وقوة وأمل. "لا يجب أن نيأس، لا يجب أن نتوقف، لا يجب أن أن يُوقف هذا الفقدان حياتنا. يجب أن نكون نحن منارة للصمود. العالم يتمثل فينا، لذلك علينا أن نتمسك بالشجاعة للاستمرار، وأن نحارب من أجل عائلتنا".اختتمت حديثها قائلة: "رغم الألم الذي نشعر به، يجب أن نحول هذا الألم إلى حب ونضال لكي تتوقف الحروب في العالم، ولكل امرأة في العالم أقول: أنتِ قوية وأنتِ مهمة وأنتِ العمود الفقري للعائلة، وأنتِ سند هذه العائلة".الصراع الأخير في لبنان بين حزب الله وإسرائيل أدى إلى مقتل أكثر من 4,000 شخص وإصابة ما لا يقل عن 16,600 آخرين، بالإضافة إلى تهجير مئات الآلاف وسط أضرار واسعة النطاق للبنية التحتية. أجرت المقابلة السيدة رنا سركيس، وتم نشر هذه القصة على الموقع الإلكتروني لأخبار الأمم المتحدة.
1 / 5
بيان صحفي
١٨ ديسمبر ٢٠٢٥
وزارة الدولة لشؤون التنمية الإدارية تنظّم ورشة عمل وطنية حول التحول الرقمي في لبنان بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع
افتُتحت الورشة بكلمات ترحيبية أكّدت على أهمية اعتماد مقاربة مؤسساتية متكاملة لحوكمة التحول الرقمي في لبنان، عرضَ وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية الدكتور فادي مكي رؤية الوزارة ضمن مشروع ”إعادة تكوين إدارات ومؤسسات الدولة 2030 “ودور التحول الرقمي كرافعة أساسية، مؤكداً أن: "التحول الرقمي يشكّل أحد المحاور الأساسية لإصلاح القطاع العام، ويتطلب حوكمة واضحة وتنسيقًاً مؤسسيًاً ونموذجا تشغيلي قابل للتنفيذ".كما استعرضت السيدة سويلا كريفسا، ممثلة مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع (UNOPS) دور المكتب في دعم الجهود الإصلاحية التقنية والتنفيذية، ولا سيما في مجالات بناء القدرات وتطوير النماذج التشغيلية قائلة: "تظل القيادة المحلية على جميع المستويات أمراً بالغ الأهمية لنجاح التحول الرقمي. ويسر مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع أن يتعاون مع وزارة الدولة لشؤون التنمية الإدارية في دعم الجهود التي تهدف إلى بناء الأسس لإطار عمل تشغيلي ومستدام للتحول الرقمي في لبنان."تضمّنت الورشة عرضًاً من قبل الخبراء للوضع الراهن للتحول الرقمي في لبنان وتجارب مقارنة دولية في حوكمة التحول الرقمي في مجالات تصميم السياسات ووضع المعايير وتقديم الخدمات والرقابة.واختُتمت ورشة العمل بجلسة نقاش تفاعلية جمعت ممثلين عن الوزارات والإدارات العامة والجهات الدولية والقطاع الخاص لتبادل الآراء حول التوجهات المستقبلية للنموذج التشغيلي المناسب للبنان وتحديد الأولويات المؤسسية اللازمة لدعم مسار التحول الرقمي في لبنان.تندرج هذه الورشة ضمن سلسلة من ورشات العمل التقنية التي أطلقتها وزارة الدولة لشؤون التنمية الإدارية بهدف بلورة نماذج تشغيلية عملية لإعادة صياغة القطاع العام بما ينسجم مع أهداف تحديث الإدارة العامة وتعزيز فعاليتها. نبذة عن مكتب الأمم المتحدةلخدمات المشاريع (UNOPS):يقدّم مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع حلولاً عملية للأمم المتحدة والشركاء الآخرين في مجالات السلام والأمن والعمليات الإنسانية والإنمائية. وتتمثل مهمة مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع في مساعدة الناس على بناء حياة أفضل والبلدان على تحقيق السلام والتنمية المستدامة. نحن نساعد الأمم المتحدة والحكومات والشركاء الآخرين على إدارة المشاريع، وتقديم البنية التحتية المستدامة والمشتريات بطريقة فعالة. إقرأ المزيد: www.unops.org . ويقوم مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع في عمّان بتنفيذ المشاريع في الأردن والعراق ولبنان وسوريا واليمن، وينفذ العمل بالشراكة مع الجهات المانحة الثنائية والمتعددة الأطراف والحكومات الوطنية ووكالات الأمم المتحدة الأخرى.
1 / 5
بيان صحفي
١٢ ديسمبر ٢٠٢٥
اللجنة التوجيهية تُقِرّ خطّة لبنان للاستجابة لعام 2026
وتدعو خطّة لبنان للاستجابة لعام 2026 إلى توفير مبلغ قدره 1.62 مليار دولار أميركي لدعم 1.5 مليون شخص ممّن هم في حاجة ماسّة إلى خدمات المساعدة والحماية، بما في ذلك اللبنانيون الأكثر ضعفاً، والنازحون السوريون، واللاجئون الفلسطينيون من سوريا(PRS)، ولاجئو فلسطين في لبنان (PRL)، والعمّال المهاجرون. كما تعكس الخطة أولوية الحكومة في تسهيل العودة الآمنة والكريمة والمستدامة للنازحين السوريين، تماشياً مع السياسات الوطنية والمعايير الدولية، مع تخصيص فصل كامل للأنشطة المتعلّقة بالعودة. وتشمل الخطة أيضاً تدابير احترازية لتعزيز الجهوزية في حال نشوء حالات طوارئ جديدة.وقال نائب رئيس مجلس الوزراء الدكتور طارق متري: "تتمحور خطّة لبنان للاستجابة حول الانسجام والتضامن. نؤكد أن استجابة لبنان يجب أن تعمل كأوركسترا تنسجم فيها جهود الحكومة ووكالات الأمم المتحدة والشركاء نحو هدف مشترك واحد ألا وهو الاستقرار والتعافي."وقال السيد عمران ريزا، المنسّق المقيم ومنسّق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان: "يشكل اجتماع اليوم فرصة لتجديد التزامنا الجماعي وتأكيد مسؤوليتنا المشتركة في دعم الأكثر ضعفاً وتعزيز النظم الوطنية ونحن نتطلّع إلى عام 2026. وتظل خطّة الاستجابة هذه الإطار المركزي لتعزيز النظم الوطنية والبلديات، ودفع الاستقرار قدماً، ووضع لبنان على مسار التعافي."من جهتها، قالت وزيرة الشؤون الاجتماعية السيدة حنين السيّد: "نعترف بالجهود المشتركة الملحوظة المبذولة لمعالجة أزمة النزوح السوري، بما في ذلك التقدم المُحرَز نحو العودة الآمنة والكريمة والمستدامة." وفي ما يتعلق بتطوير نموذج فعّال لتقديم المساعدات النقدية—التي شكّلت نحو 40% من الخطة العام الماضي—أضافت الوزيرة أنّ رؤية الحكومة تنصّ على أنه "بحلول نهاية العام 2025، يجب أن تُقدَّم جميع برامج التحويلات النقدية للمواطنين اللبنانيين عبر البرنامج الوطني للحماية الاجتماعية."وضمّ اجتماع أعضاء اللجنة التوجيهية وزراء (أو ممثلين عنهم) للشؤون الاجتماعية، والتربية والتعليم العالي، والعمل، والخارجية ، والداخلية والبلديات، والاقتصاد والتجارة، والطاقة والمياه، والبيئة، والزراعة، والصحة العامة؛ بالإضافة إلى سفراء (أو ممثلين عنهم) الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأميركية، وألمانيا، والمملكة المتحدة، وكندا، ناهيك عن ممثلي وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية الداعمة لتنفيذ الخطة.وجدّد جميع أعضاء اللجنة التوجيهية التزامهم الجماعي بتقديم مساعدة شاملة قائمة على المبادئ ومُحَدَّدة الأولويات، مع ضمان تعزيز المؤسسات الوطنية، وحماية الخدمات الأساسية، والدفع قدُماً بالإصلاحات والاستقرار الطويل الأمد في لبنان. *******نبذة عن خطّة لبنان للاستجابة (LRP) : تُعدّ خطّة لبنان للاستجابة خطة استجابة متكاملة تجمع بين الشقين الإنساني والاستقرار، وتُقودها حكومة لبنان والأمم المتحدة بدعم من شركاء دوليين ووطنيين. كما تُشكّل خطّة لبنان للاستجابة الفصل الخاص بلبنان ضمن الخطّة الإقليميّة للّاجئين(3RP) للاستجابة الى أزمة سوريا.تتولّى وزارة الشّؤون الاجتماعيّة ، مسؤولية تنسيق الاستجابة على الصعيد التّشغيلي بتكليف من رئيس مجلس الوزراء. يعمل كلّ من منسّقي مفوّضيّة الأمم المتّحدة لشؤون اللّاجئين (UNHCR) وبرنامج الأمم المتّحدة الإنمائيّ (UNDP) ومكتب تنسيق الشّؤون الإنسانيّة(OCHA) ، كلّ بحسب تخصّصه، قيادة الخطّة و مشاركة رئاسة مجموعة التّنسيق بين القطاعات. واستناداً إلى دورة 2024–2025، ستستمر الخطّة خلال عام 2026، محافظةً على تركيزها على الأنشطة الإنسانية وأنشطة الاستقرار، وتمهيداً لانتقال سلس إلى إطار التعاون الجديد الذي سيُتفق عليه بين حكومة لبنان والأمم المتحدة، بالتعاون مع شركاء تقنيين و مانحين.وفي ظل التراجع العالمي في التمويل، جاءت خطّة 2026 مُحدَّدة الأولويات بشكل كبير للتركيز على الاحتياجات الأكثر إلحاحاً وإنقاذاً للحياة، مع الحفاظ على قدرة 155 شريكاً عبر تسعة قطاعات موضوعية على الوصول إلى جميع الفئات السكانية بشكل شامل؛ ودعم تقديم الخدمات الأساسية عبر النظم الوطنية؛ وتعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في لبنان.
1 / 5
بيان صحفي
٠٥ ديسمبر ٢٠٢٥
الأمم المتحدة في لبنان تُكرّم الفائزين والفائزات بمسابقة «الأمم المتحدة في عيون الشباب» احتفالاً بالذكرى الثمانين لتأسيسها
أُطلِقَت المسابقة في يوم الأمم المتحدة الموافق في 24 تشرين الأول/أكتوبر 2025، بالشراكة مع شبكة الاتفاق العالمي للأمم المتحدة في لبنان، ووزارة الشباب والرياضة، ممثلة بمعالي الوزيرة الدكتورة نورا بيرقدريان. وقد دَعَت المسابقة الشباب والشابات المتراوحة أعمارهم بين 17 و25 عاماً إلى التعبير عن رؤيتهم للبنان عبر مقال مصوّر أو عمل فني بصري أو فيديو قصير، بحيث يُجيب على أحد السؤالين التاليين: (1) برأيكم، كيف يمكن للأمم المتحدة أن تساهم في معالجة أحد التحديات التي تواجه لبنان في أحد المجالات الموضوعية المذكورة أدناه؟ أو (2) إذا كان بإمكانكم وضع هدف شبابي للأمم المتحدة خاص بلبنان، فكيف تجسّدونه بصرياً؟ وخلال أسبوعَين فقط، جمعت المسابقة 52 مشارَكة من 21 جامعة ومدرسة وشبكة شبابية.وقد تولّت لجنة تحكيم مؤلّفة من خبراء مختصّين من قطاعات مختلفة، من بينهم معالي وزيرة الشباب والرياضة نفسها، اختيار 33 عملًا من بين الأعمال الأكثر مراعاةً لمعايير المسابقة ومتطلباتها، ثم تمّ اختيار 8 فائزين وفائزات نهائيين من ستّ جامعات مختلفة، في حين مُنحَت الجائزة الكبرى لفائزة تميّز عملها بالإبداع، والجودة التقنية، والتأثير العاطفي وذلك ضمن فئة الأفلام القصيرة. وقد قدّم الفائزون والفائزات أعمالهم خلال الحفل ضمن جلسة تفاعلية قام بإدارتها الشاب إدوار نمّور، وهو صانع محتوى ومؤثّر اجتماعي على مواقع التواصل الاجتماعي، كما حصلوا على جوائز قدّمتها كل من شركات DomTech وMalia Group وiEngineering وITG Holding. خلال كلمته الافتتاحية في الحفل، شدّد المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان، السيد عمران ريزا، على أهمية المبادرات الشبابية ومشاركة فئة الشباب في صنع القرار، قائلًا: "تُظهر بعض برامج الأمم المتحدة ارتفاعًا بمعدّل 40 في المائة لجهة استدامتها عندما يكون الشباب جزءًا من تصميم تلك البرامج ومن عملية صنع القرار. وهذا يدلّنا على حقيقة أساسية أنّه إذا أردنا تغييرًا فعليًا، فلا يمكن أن تكون قيادة الشباب مسألة اختيارية". من جهتها، أشادت الوزيرة بيرقدريان بجيل الشباب الحالي مؤكدة أنّ قيادته ليس أمر نطمح إليه فحسب، بل هو واقع حتمي ومؤثر بالفعل. وأضافت قائلةً: "لا يمكنهم القيام بالتغيير وحدهم. واجبنا كمؤسسات حكومية وشركاء دوليين يرتكز على تعزيز صوتهم، ودعم طموحاتهم، والاستثمار في حاضرهم—ليس فقط في إمكاناتهم— بالإضافة إلى ضمان مشاركتهم الفعالة، وليس مشاركتهم الرمزية، ناهيك عن تهيئة بيئات تساعدهم على الازدهار." وفي كلمتها الافتتاحية، دعَت المديرة التنفيذية لشبكة الاتفاق العالمي للأمم المتحدة في لبنان، السيدة دينا فاخوري، الشباب الحاضرين إلى المثابرة، مؤكّدةً: "صوتكم يُحدِث فرقًا. أنتم لستم وحدكم، فالسنوات الثمانين المقبلة هي لكم". ومع مرور ثمانية عقود على شراكة الأمم المتحدة مع لبنان، أكّدت هذه المسابقة من جديد على التزام الأمم المتحدة بإتاحة مساحة لفئة الشباب بصفتهم شركاء ومبتكرين ومساهمين في إيجاد حلول ناجعة لمستقبل أكثر شمولًا واستدامة. ولم تقتصر أفكارهم وأصواتهم ورؤيتهم على التحديات القائمة إنما جسّدت الأمل والحلول التي هم مستعدّون لقيادتها. وعلى هامش الحفل، نظّمت الأمم المتحدة في لبنان معرضًا فوتوغرافيًا عند مدخل بيت الأمم المتحدة تضمَّن 14 قصة مصوّرة أعدّها موظّفون من مختلف هيئات الأمم المتحدة العاملة في لبنان، مسلّطًا الضّوء على مجالات عمل متعدّدة في جميع أنحاء البلاد. ويأتي هذا المعرض بالنسخة المحلّية للمعرض العالمي الأممي بعنوان «حياة مشتركة، مستقبل مشترك» الذي أطلقته الأمم المتحدة في مقرّها الرئيسي في نيويورك احتفالًا بالذكرى الثمانين لتأسيس المنظمة. في ما يلي قائمة الفائزين الثمانية في مسابقة "الأمم المتحدة في عيون الشباب".الجامعةالمركزالفئةاسم الفائز/الفائزةجامعة القديس يوسف-بيروتالمركز الأولفيديو قصيرتاليا غانمالجامعة الأمريكية في بيروتالمركز الثانيفيديو قصيرماريا شديدجامعة البلمندالمركز الثالثفيديو قصيرشربل سامياجامعة بيروت العربيةالمركز الأولمقال مصوّرحنين فرجالجامعة اللبنانية الأميركيةالمركز الثانيمقال مصوّرإيلي الخوريجامعة الأعمال والعلوم الحديثةالمركز الأولعمل فني بصرينانسي سريدّينجامعة الأعمال والعلوم الحديثةالمركز الثانيعمل فني بصريلارا بو حسينجامعة الألباالمركز الثالثعمل فني بصريجيني بطرس
1 / 5
بيان صحفي
٢٥ نوفمبر ٢٠٢٥
إطلاق حملة الستة عشر يوماً من النشاط لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي لعام 2025: اتّحدوا لإنهاء العنف الرقمي ضدّ كل النساء والفتيات
تُطلق منظومة الأمم المتحدة في لبنان، بالشراكة مع الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية وشركاء الأمم المتحدة في مجال النوع الاجتماعي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، حملة وطنية تحت شعار :"اتحدوا لإنهاء العنف الرقمي ضد جميع النساء والفتيات."العنف الرقمي هو واقع ملموس وإلى ازدياد، وهو يُلحق الضرر بالنساء والفتيات كل يوم.تتعرّض واحدة من بين كل ثلاث نساء حول العالم للعنف في حياتها، واليوم بات هذا العنف يلحَقُ بها إلى الفضاءات الرقميّة. ومع احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لإعلان ومنهاج عمل بيجين، إحدى أكثر الاتفاقيّات الدوليّة تقدّماً في مجال حقوق المرأة، تسلّط حملة هذا العام الضوء على التحرّش عبر الانترنت، والمطاردة الإلكترونية، والصور الزائفة، ونشر صور من دون موافقة أصحابها، وغيرها من أشكال الانتهاكات التي تُيسّرها التكنولوجيا وتتصاعد بسرعة مقلقة.أظهرت دراسة أجرتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة في عام 2021 أن ما يقارب مُستخدِمة واحدة من كل مُستخدِمَتَين للإنترنت في الدول العربية تشعر بانعدام الأمان عبر الانترنت بسبب التحرّش وأشكال أخرى من العنف الرقمي. وفي لبنان، شكّلت النساء نسبة 80% من ضحايا العنف الرقمي المُبلغ عنها بين عامي 2020 و2023، وفقاً لقوى الأمن الداخلي."مع التوسع السريع للفضاء الرقمي، أصبح العنف الرقمي ضد النساء والفتيات تحديًا ملحاً ومتزايداً. علينا أن نعمل معاً لاعتماد قوانين تُجرّم هذه الأفعال، وتطبيق تدابير للوقاية منها، وضمان المساءلة، وتوفير الخدمات القانونية والاجتماعية والصحية والنفسية الأساسية للناجيات. كما أن رفع مستوى الوعي العام أمر بالغ الأهمية لضمان رفض المجتمع للعنف الرقمي والإبلاغ عنه. عندها فقط يمكننا تأمين فضاء رقمي آمن ومُمكِّن لكل النساء والفتيات"، قالت اللبنانية الأولى السيدة نعمت عون، رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية.الانتهاكات الميسّرة بالتكنولوجيا ليسَت "افتراضية"، ذلك أن تبعاتها مؤلمة وملموسة.تدعو الحملة الحكومات وشركات التكنولوجيا والجهات المانحة ووسائل الإعلام والأفراد إلى اتخاذ إجراءات عاجلة:على الحكومات إقرار وتطبيق قوانين تجرّم العنف الرقمي وتحمي الخصوصية.على شركات التكنولوجيا جعل المنصات أكثر أماناً والتصرّف بسرعة عند الإبلاغ عن الضرر.على الجهات المانحة دعم المنظمات النسويّة ومنظمات الحقوق الرقمية التي تقود جهود الوقاية والحماية.على الأفراد رفع الصوت، ودعم الناجيات، ومواجهة السلوكيّات الضارة عبر الإنترنت."يشكّل العنف الرقمي تهديدًا متزايدًا لحقوق النساء وسلامتهن. فهو يُسكت الأصوات، ويعزز التمييز، ويدفع النساء والفتيات إلى الخروج من المساحات حيث ينبغي لهنّ أن يكنّ رائدات للتغيير. هذه الحملة هي دعوة للتحرك، لاستعادة الفضاءات الرقمية كمناطق آمنة، تحفظ الكرامة، وتضمن المشاركة المتساوية لجميع النساء والفتيات في لبنان وخارجه"، قال عمران ريزا، نائب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة، المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان.حملة جديدة لاستعادة الفضاءات الرقميةتنطلق الحملة بفيديو مؤثّر تشارك فيه الفنانة اللبنانية ماريتا الحلاني، وهو يُعلي أصوات الناجيات ويدعو إلى اتخاذ إجراءات لجعل الفضاءات الرقميّة آمنة للجميع. وسيتم أيضاً، طوال فترة الحملة، إطلاق مجموعة من الرسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام الوسوم التالية: #NoExcuse #16days #١٦يوم #لا_عذر"قد يَحدُث العنف الرقمي خلف الشاشات، لكن أثره مؤلم وحقيقي. ذلك أنه يُسكت النساء والفتيات، ويُبعدهن عن الحياة العامة، ويقوّض حقوقهن الأساسية. إنهاء العنف الرقمي يعني تصديق الناجيات، ومحاسبة الجناة والمنصّات، واتخاذ إجراءات عبر الإنترنت وخارجه لجعل فضاءاتنا الرقمية آمنة وشاملة ومُمكّنة لجميع النساء والفتيات"، قالت جيلان المسيري، ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في لبنان.حول حملة الـ16 يوماًانبثقت حملة الـ16 يوماً من النشاط لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي من معهد القيادة العالمية للمرأة في عام 1991، وهي دعوة عالمية لإنهاء العنف ضد النساء والفتيات في كل مكان. في كل عام، تتكاتف الحكومات ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات المدنية والفنانون والفنانات والنشطاء والناشطات والمجتمعات لرفع الوعي والمطالبة بالمحاسبة ودفع التغيير.******جهات الاتصال الإعلامية:رلى راشد، خبيرة التواصل والمناصرة، هيئة الأمم المتحدة للمرأة؛ رقم الهاتف: 70 35108800961ميشلين الياس مسعد، المديرة التنفيذية في الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية؛ رقم الهاتف: 009613452570
1 / 5
بيان صحفي
٣١ أكتوبر ٢٠٢٥
الأمم المتحدة في لبنان ومؤسسة مهارات تطلقان المرحلة الثانية من حملة #نزاهة_المعلومات دعماً لمسار الإصلاح
تُبرز هذه المرحلة من الحملة الدور الجوهري لنزاهة المعلومات باعتبارها ركيزة أساسية لمسار الإصلاح في لبنان، من خلال تعزيز المساءلة والشفافية وإشراك المواطنين عبر صحافة مسؤولة وخطاب عام مستنير. وترتكز هذه الحملة على مبادئ الأمم المتحدة العالمية بشأن سلامة المعلومات، وتهدف إلى تعزيز مصداقية الإعلام كشريك في عملية الإصلاح، وتعزيز المساءلة العامة، وبناء صمود مجتمعي في وجه التضليل والمعلومات المضللة.تتضمن الحملة فيديو تمهيدياً يتبعه 15 فيديو توعوياً يشارك فيها صحافيون وصحافيات من لبنان حيث يناقشون قضايا محورية مرتبطة بالإصلاح والحَوكمة الرشيدة ونزاهة المعلومات. ومن خلال أصواتهم، تسعى الحملة إلى تمكين الصحافيين والمواطنين على حدّ سواء من التفاعل مع المعلومات بصورة نقدية، والتصدي للتضليل الإعلامي، والترويج لاتخاذ القرارات القائمة على الأدلة والإصلاح الشامل.يتناول كل فيديو جانباً محدداً بما يسلّط الضوء على أهمية نزاهة المعلومات لدعم مسار الإصلاح، ومنها: دور الإعلام في مكافحة التضليل الإعلامي ودفع عجلة الإصلاح؛ تأثير الشائعات والسرديات الزائفة على الثقة العامة؛ أهمية الوصول إلى المعلومات وآليات المساءلة؛ دور الخطاب القائم على الأدلة في بناء المصداقية؛ الاستخدام المسؤول لوسائل التواصل الاجتماعي؛ وكيفية مساهمة التربية الإعلامية والمعلوماتية في تمكين المواطنين من المشاركة الفاعلة في عملية الإصلاح.وفي هذا السياق، قال السيد عمران ريزا، نائب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة، والمنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان: "إن نزاهة المعلومات أمر أساسي في إعادة بناء الثقة العامة ودفع عملية الإصلاح قدماً. فالمعلومات المضللة تُضعف المؤسسات، وتُقوّض المساءلة، وتُؤثر سلباً على ثقة المواطنين.وتؤكد هذه الحملة التزامنا الجماعي بتعزيز مواطَنة واعية ومنخرطة كأساس لمسار الإصلاح في لبنان."من جهتها، شددت السيدة رولا مخايل، المؤسسة والمديرة التنفيذية لمؤسسة مهارات، على أن: "الإصلاح لا يمكن أن ينجح من دون الوصول إلى معلومات دقيقة وضمان الشفافية. ومن خلال هذه الحملة المشتركة، نهدف إلى تمكين الصحافيين والمواطنين ليكونوا شركاء فاعلين في حماية نزاهة المعلومات ومساءلة المؤسسات. فالإصلاح الحقيقي لا يُبنى إلا على نقاش عام مستنير ومبني على المعرفة."ومن خلال الحملة الرقمية #نزاهة_المعلومات، تسعى الأمم المتحدة ومؤسسة مهارات إلى زيادة الوعي حول كيفية تقويض التضليل الإعلامي لجهود الإصلاح، وتعزيز التربية الإعلامية والمعلوماتية والحوار القائم على الأدلة، وتشجيع المشاركة المدنية من خلال الوصول إلى المعلومات الموثوقة.هذا وتؤكد الحملة أن المجتمع القائم على الحقيقة والشفافية ركيزة أساسية لمسار الإصلاح في لبنان، ولإعادة بناء الثقة العامة بمؤسساته. *** النهاية ***عن الأمم المتحدة في لبنان:تتألف منظومة الأمم المتحدة في لبنان من 26 وكالة وصندوقًا وبرنامجًا، بالإضافة إلى بعثة حفظ سلام، وبعثة سياسية، ولجنة إقليمية. وتغطي هذه الهيئات طيفًا واسعًا من أعمال حفظ السلام، والسياسة، والتنمية، وحقوق الإنسان، والعمل الإنساني. وتدعم الأمم المتحدة لبنان في تعزيز أولوياته في السلام والأمن والتنمية وحقوق الإنسان على المدى الطويل. تابعوا الأمم المتحدة في لبنان على منصات X، فيسبوك وإنستغرام واليوتيوب.عن مؤسسة مهارات:مؤسسة مهارات، هي منظمة معنية بحرية الرأي والتعبير تقودها نساء ومقرها في بيروت. تتخصص بالحملات المرتكزة على الأبحاث وتعزيز الروابط بين الصحافيين والأكاديميين وصانعي السياسات. تعمل مهارات على تعزيز حرية التعبير، واتاحة النقاشات المبنية على المعلومات، وتدافع عن نزاهة المعلومات عبر الإنترنت وخارجها. وتساهم مهارات بتعزيز الابتكار وإشراك المجتمع الصحافي وصناع التغيير في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على نطاق أوسع، لتعزيز السرديات والنقاشات التي تعزز التنوع ولمواجهة المعلومات المضللة والمعلومات الخاطئة وخطاب الكراهية. تابعوا مهارات على X، فيسبوك، وإنستغرام، ويوتيوب. *********لمزيد من المعلومات، يرجى التواصل مع:السيدة نادين أبي زيد ضو، مسؤولة وطنية لشؤون الإعلام في مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت ومكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان، عبر البريد الإلكتروني: daou@un.org السيدة ليال بهنام، مديرة البرامج في مؤسسة مهارات عبر البريد الإلكتروني: layal.bahnam@maharatfoundation.org
1 / 5
أحدث الموارد
1 / 11
1 / 11